responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 130

القيام في الصّلاة قال أبو جعفر: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء فبكيت رحمة له الحديث.

و قد كان شيعتهم : أيضا متّصفون بذلك.

كما رواه في الوسايل من الخصال عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: قال لي أبو جعفر 7 يا أبا المقدام إنّما شيعة علىّ الشّاحبون النّاحلون الذّابلون، ذابلة شفاههم خميصة بطونهم متغيّرة ألوانهم مصفرّة وجوههم، إذا جنّهم اللّيل اتّخذوا الأرض فراشا و استقبلوا الأرض بجباههم، كثير سجودهم كثيرة دموعهم كثير دعاؤهم كثير بكاؤهم يفرح النّاس و هم محزونون.

و فيه من أمالي ابن الشيخ قال: روى انّ أمير المؤمنين خرج ذات ليلة من المسجد و كانت ليلة قمراء فأمّ الجبانة و لحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم ثمّ قال: من أنتم؟ قالوا: شيعتك يا أمير المؤمنين، فتفرّس في وجوههم قال: فما لى لا أرى عليكم سيماء الشيعة؟ قالوا: و ما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟ قال: صفر الوجوه من السهر عمش العيون من البكاء حدب الظهور من القيام خمص البطون من الصيام ذبل الشفاه من الدّعاء عليهم غبرة الخاشعين، هذا.

و لغلبة الخوف عليهم و نحول أجسادهم و انحلال أعضائهم و شحب ألوانهم من الجدّ و الاجتهاد في العبادة (ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى و) الحال أنه‌ (ما بالقوم من مرض و) لتوجّه نفوسهم بالملاء الأعلى، و خروج أفعالهم عن المعتادة المتعارفة بين الناس‌ (يقول) الناظر لهم إنهم‌ (قد خولطوا) أى اختلّ عقلهم و فسد (و) الحال أنهم ما خولطوا بل‌ (قد خالطهم) أى مازجهم‌ (أمر عظيم) من الخوف فتولهوا لأجله.

التاسع عشر أنّهم‌ (لا يرضون من أعمالهم القليل) أى لا يقنعون بالقليل لعلمهم بشرف الغايات المقصودة من العبادات و عظم ما يترتّب عليها من الثمرات، و هو العتق من النار و الدّخول فى الجنة و الوصول إلى رضوان اللّه الذي هو أعظم اللّذات و أشرف الغايات.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست