responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 129

و بهما فسّر قوله «انّه هو البرّ الرّحيم» و كثيرا ما يخصّ الأبرار بالأولياء و الزّهاد و العبّاد و به فسّر قوله تعالى‌ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ^ أى الأولياء المطيعون في الدّنيا و قال في مجمع البيان في تفسير قوله‌ إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً هو جمع البرّ المطيع للّه المحسن في أفعاله، و قال الحسن: هم الّذين لا يؤذون الذّر و لا يرضون الشرّ و قيل: هم الذين يقضون الحقوق اللازمة و النّافلة.

و اما التقوى فالمراد به هنا الخوف، يعنى أنّهم خائفون من اللّه تعالى و تاركون جميع القبايح البدنيّة و النفسانيّة.

و أشار إلى كمال خوفهم بقوله‌ (قد بريهم الخوف برى القداح) أى نحتهم مثل نحت السّهام و صاروا مثلها في الدّقة و النحافة و إنّما يفعل‌ الخوف‌ ذلك لاشتغال النّفس المدبّرة للبدن به عن النظر في صلاح البدن و وقوف القوّة الشّهويّة و الغاذية عن أداء بدل ما يتحلّل.

و قد كان هذا الوصف أعني كمال الخوف من اللّه سبحانه و نحول البدن من شدّته مأثورا عن عليّ بن الحسين 8.

فقد روى المفيد في الارشاد عن أبي جعفر 7 قال: كان عليّ بن الحسين 8 يصلّى في اليوم و اللّيلة ألف ركعة و كانت الرّيح تميله بمنزلة السّنبلة.

و فيه أيضا عن عبد اللّه بن محمّد القرشي قال: كان عليّ بن الحسين 8 إذا توضّأ يصفرّ لونه فيقول له أهله: ما هذا الّذي يغشاك؟ فيقول: أ تدرون لمن أتأهّب للقيام بين يديه.

و فيه أيضا عن سعيد بن كلثوم عن الصّادق 7 في حديث مدح فيه عليّ بن أبي طالب بما هو أهله و أطراه إلى أن قال: و ما أشبهه من ولده و لا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه و فقهه من عليّ بن الحسين 8، و لقد دخل ابنه أبو جعفر عليه فاذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه قد اصفرّ لونه من السّهر و رمصت عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخرم أنفه من السّجود و ورمت ساقاه و قدماه من‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 12  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست