حركات غير منتظمة منها و عدم إظهار
المزية على الغير و عدم التهاون فى حفظ ما يجب حفظه شرعا و عقلا.
أقول و يشهد
بفضل هذا الوصف:
ما رواه فى
الكافى عن جابر عن أبي جعفر 7 قال: قال رسول اللّه 6 إنّ اللّه يحبّ الحييّ الحليم العفيف المتعفّف.
و عن سعيد بن
يسار عن أبي عبد اللّه 7 قال: إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان
فيقولان للسفيه منهما: قلت و قلت و أنت أهل لما قلت ستجزى بما قلت، و يقولان
للحليم منهما: صبرت و حلمت سيغفر اللّه لك إن أتممت ذلك، قال: فان ردّه الحليم
عليه ارتفع الملكان، هذا.
و فى بعض
النسخ بدل قوله 7 فحلماء: فحكماء بالكاف
فيفيد اتّصافهم بالحكمة و هو أيضا من جنود العقل، و يقابله الهوى و هو من جنود
الجهل كما فى الحديث الذي أشرنا إليه.
قال صدر
المتألهين فى شرح هذا الحديث من الكافى: الحكمة هى العلم بحقايق الأشياء كما هى
بقدر الطاقة و العمل على طبقه، و الهوى الرّأى الفاسد و اتّباع النفس شهواتها
الباطلة، و يحتمل أن يكون المراد بالحكمة ما يستعمل فى كتب الأخلاق و هو التوسط فى
القوّة الفكريّة بين الافراط الذي هو الجربزة و التفريط الذى هو البلاهة فيكون
المراد بالهوى الجربزة بما يلزمها من الاراء الفاسدة و العقائد الباطلة، لأنّها
تضادّ الحكمة التي بهذا المعنى، و كلا المعنيين من صفات العقل و ملكاته و
مقابلاتهما من صفات الجهل و توابعه.
و أما العلم
فهو أيضا من جنود العقل، و يقابله الجهل كما فى الحديث المتقدّم إليه الاشارة، و
المراد بكونهم علماء كما لهم في القوّة النظرية بالعلم النظرى الذي هو معرفة
الصانع و صفاته و العلم الشرعى الذى هو معرفة تكاليفه و أحكامه.
و أما البر
فقد يطلق و يراد به الصادق، و قد يطلق على الذى من عادته الاحسان