فقال سليمان 7: بارك اللّه
فيكم فهو بتلك الدعوة أكثر خلق اللّه، انتهى ما أهمّنا نقله من كتاب حيوة الحيوان.
أقول: و من
عجيب قصّة النمل ما جرى له مع سليمان 7 و قد اخبر به سبحانه في كتابه
العزيز قال تعالى في سورة النمل وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ
الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى
وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً
مِنْ قَوْلِها وَ قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ
أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ.
قال الطبرسيّ
«أتوا على واد النمل» هو واد بالطايف و قيل بالشام «قالت نملة» أى صاحت بصوت خلق
اللّه لها، و لما كان الصوت مفهوما لسليمان عبّر عنه بالقول، و قيل: كانت رئيسة
النّمل «لا يحطمنّكم» أى لا يسكرنّكم «سليمان و جنوده و هم لا يشعرون» بحطمكم أو
وطئكم فانهم لو علموا بمكانكم لم يطئوكم.
و هذا يدلّ
على أنّ سليمان و جنوده كان ركبانا و مشاة على الأرض و لم تحملهم الريح، لأنّ
الريح لو حملتهم بين السّماء و الأرض لما خافت النملة أن يطئوها بأرجلهم و لعلّ
هذه القصّة كانت قبل تسخير اللّه الريح لسليمان 7.
فان قيل: كيف
عرفت النّملة سليمان و جنوده حتّى قالت هذه المقالة؟
قلنا: إذا
كانت مأمورة بطاعته فلا بدّ و أن يخلق اللّه لها من الفهم ما تعرف به امور طاعته،
و لا يمتنع أن يكون لها من الفهم ما تستدرك به ذلك و قيل: إنّ ذلك كان منها على
سبيل المعجز.
«فتبسّم
ضاحكا من قولها» و سبب ضحكه التعجب لأنّه رأى ما لا عهد له به