و قيل انه تبسّم بظهور عدله حتّى عرفه
النمل، و قيل: إنّ الريح أطارت كلامها إليه من ثلاثة أميال حتّى سمع ذلك فانتهى
إليها و هى تأمر النمل بالمبادرة، فتبسّم 7 من حذرها، هذا.
قال بعض أهل العلم:
إنّ النملة تكلّمت بعشرة أنواع من البديع قولها: يا نادت، أيّها، نبّهت، النمل،
سمّت، ادخلوا، أمرت، مساكنكم، نعتت، لا يحطمنّكم حذرت، سليمان، خصّت، و جنوده،
عمّت، و هم، أشارت، لا يشعرون، اعتذرت.
و في البحار
من تفسير عليّ بن إبراهيم «و حشر لسليمان جنوده من الجنّ و الانس و الطير» قعد على
كرسيّه و حملته الرياح على واد النمل و هو واد ينبت الذّهب و الفضة، قد وكّل اللّه
به النمل و قول الصّادق 7: إن للّه واديا ينبت الذّهب و الفضة قد حماء
اللّه بأضعف خلقه و هو النمل لو رامه البخاتي ما قدرت عليه، فلما انتهى سليمان إلى
وادى النمل قالت نملة الاية.
و في البحار
من العيون و العلل بسنده عن داود بن سليمان الغازي قال:
سمعت عليّ بن
موسى الرّضا 7 يقول عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر ابن محمّد عليهم
السّلام في قوله عزّ و جلّ «فتبسّم ضاحكا من قولها».
قال: لما
قالت النملة «يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان و جنوده» حملت
الريح صوت النملة إلى سليمان و هو مارّ في الهواء و الريح قد حملته فوقف و قال:
علىّ بالنملة.
فلما اتى بها
قال سليمان: يا أيّتها النملة أما علمت أنّي نبيّ اللّه و أنّي لا أظلم أحدا؟ قالت
النّملة: بلى، قال سليمان: فلم حذّر تنيهم ظلمي؟ و قلت: يا أيّها النمل ادخلوا
مساكنكم؟ قالت النملة: خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيبعدوا عن ذكر
اللّه.
ثمّ قالت
النملة: أنت أكبر أم أبوك داود؟ قال سليمان: بل أبي داود، قالت النملة: فلم زيد في
حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان 7: ما لى بهذا علم،
قالت النملة: لأنّ أباك داوى جرحه بودّ فسمّى داود و أنت