responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 31

و يؤيّد الأوّل قوله‌ (و يعفّر له خدّا و وجها) لظهوره في التمريغ أى تقليب الوجه و الخدّ بالأرض اللّهمّ إلّا أن يكون كناية عن غاية الخضوع‌ (و يلقى اليه بالطاعة) أى يطيع له‌ (سلما و ضعفا) أي من حيث التسليم و الضعف أو حالكونه مستسلما ضعيفا (و يعطى له القياد رهبة و خوفا) أي ينقاد له لأجل الخوف و الرهبة.

(فالطير مسخّرة لأمره) كما قال تعالى‌ أَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‌.

قال الطبرسي: أى ألم تتفكّروا و تنظروا إلى الطير كيف خلقها اللّه خلقة يمكنها معها التصرّف في جوّ السّماء صاعدة و منحدرة و ذاهبة و جائية مذللات للطّيران في الهواء بأجنحتها تطير من غير أن تعتمد على شي‌ء- ما يمسكهنّ إلّا اللّه- أى ما يمسكهنّ عن السقوط على الأرض من الهواء إلّا اللّه فيمسك الهواء تحت الطير حتّى لا ينزل فيه كامساك الهواء تحت السابح في الماء حتّى لا ينزل فيه، فجعل إمساك الهواء تحتها إمساكا لها على التوسّع، فانّ سكونها في الجوّ إنما هو فعلها، فالمعنى ألم ينظروا في ذلك فتعلموا أنّ لها مسخّرا و مدبّرا لا يعجزه شي‌ء و لا يتعذّر عليه شي‌ء و أنه إنّما خلق ذلك ليعتبروا.

و لما نبّه على كونها مسخّرة مقهورة تحت قدرته، أردفه باحاطة علمه تعالى عليها بجميع أجزائها فقال كنايه‌ (أحصى عدد الريش منها و النفس) و احصائه كناية عن علمه به‌ (و أرسى قوايمها على الندى و اليبس) أى أثبت‌ قوايمها بعضها على‌ الندى‌ كطير البحر و بعضها على‌ اليبس‌ كطير البرّ (قدّر أقواتها) أى جعل لكلّ منها قوتا مقدّرا معيّنا على قدر الكفاية كنايه‌ (و أحصى أجناسها) و هو كناية عن احاطته بأنواعها.

و فصّلها بقوله استعاره مرشحة (فهذا غراب و هذا عقاب و هذا حمام و هذا نعام دعا كلّ طاير باسمه).

قال الشارح البحراني: الدّعاء استعارة في أمر كلّ نوع بالدّخول في الوجود و ذلك الأمر يعود إلى حكم القدرة الالهية العظيمة عليه بالدّخول في الوجود، و وجه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست