responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 30

قيل لأعرابيّ: ألك زرع؟ فقال: نعم و لكن أتانا زجل من جراد بمثل مناجلي الحصاد فسبحان من يهلك القوىّ الأكول بالضعيف المأكول.

و في حيوة الحيوان للدميري عن ابن عمر أنّ جرادة وقعت بين يدي رسول اللّه 6 فاذا مكتوب على جناحها بالعبرانية: نحن جند اللّه الأكبر و لنا تسع و تسعون بيضة و لو تمّت لنا المأة لأكلنا الدّنيا بما فيها.

و كيف كان فلا يستطيع أحد لدفعها (حتّى ترد الحرث في نزواتها) و وثباتها (و تقضى منه شهواتها) فترد الحرث باختيارها و ترحل عنها باختيارها.

قال الاصمعي: أتيت البادية فاذا أعرابيّ زرع برّا له، فلما قام على سوقه و جاد سنبله أتاه زجل جراد فجعل الرّجل ينظر إليه و لا يدري كيف الحيلة فيه فأنشأ يقول:

مرّ الجراد على زرعي فقلت لها

لا تأكلن و لا تشغل بافساد

فقام منهم خطيب فوق سنبلة

إنا على سفر لا بدّ من زاد

و قوله‌ (و خلقها كلّه لا يكون اصبعا مستدقة) تنبيه على تمام التعجّب بما أودع فيها من بديع الصنعة، يعني أنّها يرهبها الزراع و يخافها الحراث و يهابها الملاك و الحال أنها مخلوق ضعيف صغير حقير حتّى أنها لو شرح أوصافها المذكورة لمن لم يرها أصلا اعتقد أنّ الموصوف بها لا بدّ أن يكون خلقا عظيم الجثّة قوىّ الهيكل حتّى يصلح استناد هذه الأوصاف إليه و لم يكن له مزيد تعجّب، فاذا تبيّن له صغر حجمه زاد تعجّبا.

(فتبارك) أى تعالى حقيقت- مجاز- كنايه (اللّه الّذي يسجد له‌ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً^ أراد بالسجدة معناها الحقيقي، لأنّه يسجد له الملائكة و المؤمنون من الثقلين طوعا حالتي الشدّة و الرخا، و الكفرة له كرها حال الشدّة و الضرورة فقط أو معناها المجازي أعنى مطلق الخضوع أعمّ من التكليفي و التكويني أي الدّخول تحت ذلّ الافتقار و الحاجة، و الأوّل مبنيّ على كون لفظة من مخصّصة بذوى العقول و الثاني على عدم الاختصاص.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست