و يحتمل أن
يريد به النطفة التي اختلاقهم منها و انتسابهم إليها، و على أىّ تقدير ففي هاتين
الجملتين طعن على الرؤساء، و إزراء على افتخارهم و تكبّرهم بالحسب و النسب روى في
الكافي عن أبي حمزة الثمالي قال قال لي عليّ بن الحسين 8:
عجبا
للمتكبّر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثمّ غدا هو جيفة.
و فيه عن
السّكوني عن أبي عبد اللّه 7 قال: أتا رسول اللّه 6 رجل فقال يا رسول اللّه أنا فلان بن فلان حتّى عدّ تسعة، فقال رسول
اللّه 6: أما أنك عاشرهم في النار.
و فى كتاب
الروضة من الكافي عن عليّ بن إبراهيم عن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى عن صفوان بن
يحيى عن حنان قال سمعت أبي يروى عن أبي جعفر 7 قال:
كان سلمان
جالسا مع نفر من قريش في المسجد فأقبلوا ينتسبون و يرقون في أنسابهم حتّى بلغوا
سلمان، فقال له عمر بن الخطاب: أخبرني من أنت و من أبوك و ما أصلك؟
فقال: أنا
سلمان بن عبد اللّه كنت ضالّا فهداني اللّه جلّ و عزّ بمحمد 6، و كنت عائلا فأغنانى اللّه بمحمّد 6، و كنت
مملوكا فأعتقني اللّه بمحمد 6، هذا حسبي و نسبي.
قال: فخرج
النبيّ 6ان يكلّمه فقال له سلمان: يا رسول اللّه
ما لقيت من هؤلاء جلست معهم فأخذوا ينتسبون و يرفعون في أنسابهم حتّى إذا بلغوا
إلىّ قال عمر بن الخطاب: من أنت و ما أصلك و ما حسبك، فقال النبيّ 6 فما قلت له يا سلمان؟ قال قلت له: أنا سلمان بن عبد اللّه كنت ضالّا
فهدانى اللّه عزّ ذكره بمحمّد 6، و كنت عائلا فأغناني
اللّه بمحمّد 6 و كنت مملوكا فأعتقنى اللّه عزّ ذكره
بمحمّد 6 هذا نسبي و هذا حسبي فقال رسول اللّه 6: يا معشر قريش إنّ حسب الرّجل دينه، و مروّته خلقه، و
أصله عقله، قال اللّه عزّ و جلّ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ
أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ.
ثمّ قال
النبيّ 6 لسلمان: ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل إلّا
بتقوى اللّه