و قد مضت
مطالب و روايات مناسبة للمقام في شرح الخطبة المأة و السابعة و الأربعين عند
التعرّض لمعالجاة الكبر فتذكّر، هذا.
و قوله (و ألقوا
الهجينة على ربّهم) أى نسبوا الخصلة القبيحة إلى اللّه سبحانه قال الشارح
المعتزلي: أى نسبوا ما في الأنساب من القبح بزعمهم إلى ربهم مثل أن يقولوا للرجل:
أنت عجميّ و نحن عرب، فانّ هذا ليس إلى الانسان بل هو إلى اللّه فأىّ ذنب له فيه.
(و جاحدوا
اللّه على ما صنع بهم) أى أنكروه عزّ و جلّ على الذي أحسن به إليهم و أنعم به
عليهم، و ذلك لأنّ ما منحهم اللّه عزّ ذكره به من الثروة و العزّة و المجد و الشرف
و علوّ النسب و نحوها من صنايعه و عطاياه تعالى كلّها نعم عظيمة موجبة لشكر المنعم
و ثنائه، و لما جعلوا ذلك سبب التنافس و التكبّر و الاعتلاء على من ليس فيه هذا
السودد و الشرف و على الفقراء و الضعفاء كان ذلك منهم كفرانا للنعم و جحودا للمنعم
و إنكارا له فيما أوجبه عليهم من الشكر و الثناء و الانقياد لأمره و نهيه.
و هذا معنى
قوله (مكابرة لقضائه) يعني أنّ جحودهم لأجل مقابلتهم لما أمر اللّه
به و فرضه عليهم من الشكر و مخالفتهم له ما للقرآن (و مغالبة لالائه) أى أنبيائه
و أوصيائه الذينهم أعظم الالاء و النعماء.
و لما حذّر
من طاعة السادات و الكبراء و وصفهم بأوصاف منفرة علّله بقوله (فانهم
قواعد أساس العصبية) يعنى بهم قوام الكبر و العصبية و ثباته كما
أنّ قوام الأساس بقواعده و استحكامه بها.
روى في
الكافي باسناده عن الزهرى قال: سئل علىّ بن الحسين 8 عن العصبية
فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرّجل شرار قومه خيرا من خيار قوم
آخرين، و ليس من العصبية أن يحبّ الرّجل قومه و لكن من العصبية أن يعين قومه على
الظلم.