responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 269

سلبه عنه سبحانه و لا يصح تعلّق القدرة عليه.

قال صدر المتألهين في شرح الكافى في الفرق بين صفة الذات و صفة الفعل: إنّ القدرة صفة ذاتية تتعلّق بالممكنات لا غير، و نسبتها بما هى قدرة إلى طرفى الشي‌ء الممكن على السواء، فلا يتعلّق بالواجب و لا بالممتنع، فكلّ ما هو صفة الذات فهو أزلى غير مقدور، و كلّ ما هو صفة الفعل فهو ممكن مقدور، و بهذا يعرف الفرق بين الصّفتين فاذا نقول: لما كان علمه بالأشياء ضروريّا واجبا بالذات و عدم علمه بها محالا ممتنعا بالذات فلا يجوز أن يقال: يقدر أن يعلم و لا يقدر أن لا يعلم، لأنّ أحد الطرفين واجب و الاخر ممتنع بالذات، و مصحّح المقدوريّة هو الامكان، و كذا الكلام في صفة الملك و العزّة و الحكمة و الجود و غيرها من صفات الذات كالعظمة و الكبرياء و الجلال و الجمال و الجبروت و أمثالها، و هذا بخلاف صفات الفعل.

ثمّ لما كان المستفاد من قوله: لبس العزّ و الكبرياء اتّصافه سبحانه بهما و لم يستفد منه اختصاصهما به تعالى الاختصاص الحقيقى المفيد لعدم جواز اتّصاف الغير بهما، لا جرم أكدّ ذلك بقوله:

(و اختارهما لنفسه دون خلقه) و المراد باختيارهما لذاته تفرّده باستحقاقهما لذاته، فانّ المستحقّ للعزّ و الكبرياء بالذات ليس إلّا هو و أما غيره سبحانه فعزّه و عظمته و ملكه عرضية مستفادة منه عزّ و جلّ كما قال‌ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ فهذان الوصفان مثل ساير الصفات الذاتية، فكما أنّ العلم و القدرة إذا نسبا إليه سبحانه و قيل: إنه عالم قادر يراد به أنه عالم بذاته و العلم ذاته و قادر بذاته و القدرة ذاته، و إذا نسبا إلى المخلوق و قيل: زيد عالم قادر يراد به أنه عالم بعلم زايد على ذاته و يقدر بقدرة زايدة على ذاته، فكذلك إذا قيل: فلان عزيز عظيم يراد به أنه عزيز بعزّة زايدة و عظيم بعظمة كذلك، و أما إذا قيل: اللّه عزيز عظيم فعزّته و عظمته عين ذاته.

و أيضا فالعزّ و العظمة في اللّه هو العزّ المطلق و العظمة القاهرة المطلقة لا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست