responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 212

حسيّان و قد أشير إلى وجه الشبه و هو التوحش و الانقطاع، فيكون من التشبيه المفصّل المذكور فيه أركان التشبيه بحذافيرها، و مثله القرينة السابقة أعنى قوله: و كان ليلهم نهارا اه و ما ذكرناه هنا آت ثمّة حرفا بحرف و كيف كان فالمراد إنّ المتقين جعلوا نهارهم بمنزلة اللّيل في التوحش من الخلق و الاعتزال منهم و الانقطاع عنهم إلى اللّه سبحانه و الفراغ للعبادة و الطاعة، و قد مضى تفصيل الكلام في فوايد الاعتزال و الانقطاع بما لا مزيد عليه في شرح الفصل الثاني من المختار المأة و الثاني فليراجع ثمّة.

و لما وصف حال المتّقين و تمحيضهم العبادة للّه و خلوصهم في مقام العبودية و استيحاشهم من الخلق و استيناسهم بالخالق أراد أن ينبّه على ما منحه اللّه عليهم جزاء لعملهم فقال:

(فجعل اللّه لهم الجنّة مابا) أى مرجعا و منزلا و مقيلا كما قال تعالى‌ وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ‌ و قال‌ لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ.

(و الجزاء ثوابا) كما قال عزّ من قائل‌ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَ أَعْناباً وَ كَواعِبَ أَتْراباً وَ كَأْساً دِهاقاً لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا كِذَّاباً جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (و كانوا أحقّ بها و أهلها) أى بالجنّة و بأهلها من الحور العين و الولدان المخلّدين، أو أنّه من التقديم و التأخير و التقدير كانوا أهلها و أحقّ بها أى كان المتّقون أهل الجنّة و احتسابها من الفاسقين و الكافرين، أو المراد أنهم كانوا أحقّ بدخول الجنّة و أهلالها، و على أىّ احتمال ففيه إشارة إلى أنّهم بصالح أعمالهم استحقّوا بذلك الجزاء الجميل و الأجر الجزيل و كانوا أحقّ تبلك النعمة العظيمة.

و أشار إلى بقائها و عدم نفادها بقوله: (في ملك دائم و نعيم قائم) كما قال تعالى‌ أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ‌.

ثمّ أكدّ الحثّ على التقوى بعبارة أخرى مرغبة إلى أخذها محذرة من تركها

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست