responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 213

فقال‌ (فارعوا عباد اللّه ما برعايته يفوز فائزكم و باضاعته يخسر مبطلكم) أى حافظوا على ما بحفظه و مواظبته يفوز الفائزون و هو التقوى و صالح العمل كما نطق به كتاب اللّه عزّ و جلّ قال‌ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخْشَ اللَّهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ‌ و قال‌ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ‌.

و باضاعته‌ و تركه‌ يخسر المبطلون أى الاخذون بالباطل و سميّ‌ء العمل، و هم التاركون للتقوى و المنهمكون فى الزيغ و الزلل قال تعالى‌ وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ‌.

(و بادروا آجالكم) الموعودة (بأعمالكم) الصالحة أى استعدّوا للموت قبل حلول الفوت استعاره‌ (فانّكم مرتهنون بما أسلفتم) من الذّنوب محتاجون إلى فكّ رهانتها.

قال الشارح البحراني: لفظ المرتهن مستعار للنفوس الاثمة باعتبار تقيّدها بالسيّئة و إطلاقها بالحسنة كتقيّد الرّهن المتعارف بما عليه من المال و افتكاكه بأدائه‌ (و مدينون بما قدّمتم) أى مجزيّون به إن خيرا فخيرا و إن شرّا فشرا.

ثمّ نبّه على قرب الموت منهم بقوله‌ (و كأن قد نزل بكم المخوف) أى أشرف عليكم و أظلكم‌ (فلا رجعة تنالون و لا عثرة تقالون) يعني أنّه إذا نزل فليس بعد نزوله رجعة تعطوها و لا عثرة تقالون‌ منها، لأنّ إقالة العثرات بالتوبة إنما تكون فى دار الدّنيا، لأنها دار التكليف و العمل و أمّا الاخرة فهى دار الجزاء لا ينفع فيه الندّم و الاستقالة، و لو قال أحدهم ربّ ارجعوني لعلّى أعمل صالحا فيما تركت قيل له: كلا إنّها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون.

(استعملنا اللّه و اياكم بطاعته و طاعة رسوله) هو دعاء للتوفيق و الاعانة منه سبحانه على القيام بوظائف تكاليفه و مراسم طاعته‌ (و عفا عنّا و عنكم بفضل) ه الواسع و كرمه السابغ و (رحمته) الّتي وسعت كلّ شي‌ء، هذا.

و لما فرغ من نصح المخاطبين و وعظهم و الدّعاء لهم بما اقتضته الحال و المقام، عقّب ذلك كلّه بالأمر بلزوم الأرض و الصبر على البلاء فقال:

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست