و تعدّيت عن
مقامات حدودك إلى حرمات انتهكتها، و كبائر ذنوب اجترحتها، كانت عافيتك لي من
فضايحها سترا «إلى أن قال» اللّهم و اذ سترتني بعفوك و تغمّدتني بفضلك في دار
الفناء بحضرة الاكفاء فأجرني من فضيحات دار البقاء عند مواقف الاشهاد من الملائكة
المقرّبين و الرّسل المكرّمين و الشهداء و الصالحين، من جار كنت أكاتمه سيّاتي، و
من ذي رحم كنت احتشم منه في سريراتي، لم أثق ربّ بهم في الستر علىّ، و وثقت بك ربّ
في المغفرة لي، و أنت أولى من وثق به و أعطى من رغب إليه و أرءف من استرحم،
فارحمني.
(و تعرّضتم
لأخذه فأمهلكم) أى تعرّضتم للمعاصي الموجبة لمؤاخذته فأمهلكم و لم
يعاجلكم بالعقوبة.
و هذه أيضا
نعمة عظيمة و موهبة كبيرة منه سبحانه على عباده العاصين، لأنه سبحانه عفوه أعلى من
عقابه، و رحمته سابقة على غضبه، فامهالهم للخاطئين ليس غالبا إلّا كرامة لهم، و
تفضّلا منه سبحانه عليهم، فلا يعجل و لا يبادر في عقاب من عصاه، بل يحلم و يمهل
ليتدارك المذنب ذنبه بالتوبة و نحوها.
و من أسمائه
الحسنى: الحليم أى الذي لا يستخفّه شيء من المعاصي و لا يستفزّه الغضب عليهم قال
تعالى: وَ لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى
ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَ لكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ
أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً و قال سيّد الساجدين
7 في دعاء الاستقالة من الذّنوب من أدعيّة الصحيفة الكاملة.
سبحانك ما
أعجب ما اشهد به على نفسى و أعدوه من مكتوم أمرى، و أعجب من ذلك إناتك عنّي و
إبطاؤك عن معاجلتي، و ليس ذلك من كرمي عليك، بل تأنّيا منك لي، و تفضّلا منك علىّ،
لأن ارتدع عن معصيتك المسخطة، و أقلع عن سيّأتي المخلقة، و لأنّ عفوك عنّي أحبّ
إليك من عقوبتي.
روى عن أبي
عبد اللّه 7 قال: قال رسول اللّه 6: قال
اللّه تعالى: و عزّتي