درّك من فارس دليل على أنّه تمييز، و كذا
قولهم: عزّ من قائل.
و جملة
عاينتموهم، في محل الرفع صفة لموتى، و جملة حملوا تحتمل الحال و الاستيناف
البياني، و الفاء في قوله: فسابقوا، فصيحة و في قوله: فانّ غدا للتعليل.
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة الشريفة واردة في مقام النّصح و الموعظة و الأمر بتكميل الحكمة العمليّة و الوصيّة
بالتقوى و ذكر الموت، و قدّم الوصيّة بالتقوى لأنّها العمدة الكبرى فيما
يوصى به فقال:
(اوصيكم
أيّها النّاس بتقوى اللّه) التي هى الزاد و بها المعاد و زاد رابح و
معاد منجح (و كثرة حمده على آلائه إليكم و نعمائه عليكم) لأنّ كثرة
الحمد عليها موجبة لكثرتها و زيادتها (و بلائه لديكم) و قد مضى بيان حسن
الثناء على البلاء كحسنه على الالاء في شرح الخطبة المأة و الثالثة عشر فتذكّر.
(فكم خصّكم
بنعمة و تدارككم برحمة) لفظة كم للتكثير أتى بها تبيها على كثرة آلائه
النازلة و ألطافه الواصلة.
و أشار إلى
بعضا بقوله (اعورتم له فستركم) أى أظهرتم و كشفتم له سبحانه سوآتكم و
عوراتكم و قبايح أعمالكم و فضايح أفعالكم فسترها لكم بمقتضى ستاريته و غفاريته
تعالى، و هذه النعمة من أعظم النعماء و أجلّ الالاء.
و لجلالتها و
كونها من عمدة النعم جعل سيّد العابدين و زين الساجدين سلام اللّه عليه و على آبائه
و أولاده أجمعين من جملة أدعيّته في الصحيفة الكاملة دعاء طلب الستر و الوقاية و
قال 7 هناك:
و لا تبرز
مكتومى، و لا تكشف مستورى، و لا تحمل على ميزان الانصاف عملى، و لا تعلن على عيون
الملاء خبرى، و اخف عنهم ما يكون نشره علىّ عارا، و اطو عنهم ما يلحقني عندك
شنارا.