يستطيعون ازديادا، أنسوا بالدّنيا
فغرّتهم، و وثقوا بها فصرعتهم. فسابقوا رحمكم اللّه إلى منازلكم الّتي أمرتم أن
تعمروها، و الّتي رغّبتم فيها، و دعيتم إليها، و استتمّوا نعم اللّه عليكم بالصّبر
على طاعته، و المجانبة لمعصيته، فإنّ غدا من اليوم قريب، ما أسرع السّاعات في
اليوم (في الأيّام خ ل)، و أسرع الأيام في الشّهور، و أسرع الشّهور في السّنة، و
أسرع السّنين في العمر.
اللغة
قال الفيومى
(تدارك) القوم لحق آخرهم أوّلهم و استدركت ما فات و تداركته و أصل التدارك اللحوق
يقال أدركت جماعة من العلماء إذا لحقتهم و (أعورتم له) أى أبديتم عورتكم له، و
العورة كلّ شيء يستره الانسان أنفة و حياء و النساء عورة و (تعرّض) لكذا إذا
تصدّى له.
الاعراب
جملة أعورتم
استيناف بياني قوله: فكفى واعظا بموتى، لفظ موتى في محلّ الرفع فاعل كفى، و الباء
زايدة كما في قوله تعالى: كفى باللّه شهيدا.
و واعظا إمّا
حال من الفاعل قدم على ذيها للاتّساع فيها، أو تميز رافع للابهام عن النسبة كما في
قوله تعالى: فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً، و قولهم: للّه درّه فارسا قال أكثر
علماء الأدبيّة في هذا المثال إنّه تميز، و قال بعضهم إنّه حال أى ما أعجبه في حال
فروسيته و رجّح ابن الحاجب الأوّل قال: لأنّ المعنى مدحه مطلقا بالفروسيّة و إذا
جعل حالا اختصّ المدح و يقيّد بحال فروسيّته، قال نجم الأئمّة و أنا لا أرى بينهما
فرقا لأنّ معنى التمييز عنده: ما أحسن فروسيّته، فلا يمدحه غير حال الفروسيّة إلّا
بها، و هذا المعنى هو المستفاد من ما أحسنه في حال فروسيّته، و تصريحهم بمن في
للّه