قال الشارح المعتزلي: هذا الكلام غير
متّصل بما قبله، و هذه عادة الرضى يلتقط الكلام التقاطا و لا يتلو بعضه بعضا.
قال: و قد
ذكرنا هذه الخطبة أو أكثرها فيما تقدّم من الأجزاء الاول، و قبل هذا الكلام ذكر ما
ينال شيعته من البؤس و القنوط و مشقة انتظار الفرج.
قال: و قوله (ما أطول
هذا العناء و أبعد هذا الرّجاء) حكاية كلام شيعته 7 انتهى كلام
الشارح.
فيكون المراد بالرجاء رجاء ظهور
القائم 7 فعلى هذا يكون المعنى أنهم في غيبته 7 يصابون
بالبلاء و يمتدّ زمن ابتلائهم و مشقّتهم حتّى يقولوا ما أطول هذا التعب و
المشقة و ما أبعد رجاء ظهور الدّولة الحقّة القائميّة و الخلاص من العناء و الرزيّة.
و قال الشارح
البحراني: و يحتمل أن يكون الكلام متّصلا و يكون قوله: ما أطول آه كلاما
مستأنفا في معنى التوبيخ لهم على إعراضهم عنه و إقبالهم على الدّنيا و إتعابهم
أنفسهم في طلبها، و تنفير لهم عنها بذكر طول العناء في طلبهم و بعد الرجاء لما
يرجى منها، أى ما أطول هذا العناء اللّاحق لكم في طلب الدّنيا و ما أبعد
هذا الرجاء الّذى ترجونه منها.
ثمّ خاطب
أصحابه و قال (أيّها الناس القوا هذه الأزمّة الّتى تحمل ظهورها الأثقال من
أيديكم) قال العلّامة المجلسىّ ره: أى القوا من أيديكم
أزمّة الاراء الفاسدة و الأعمال الكاسدة التي هى كالنوق و المراكب فى حمل
التبعات و الاثام انتهى.
فيكون المراد
بالقاء أزمّتها الاعراض عنها و الترك لها، و بالأثقال أثقال الخطايا و الذّنوب قال
سبحانه وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ و قال وَ هُمْ
يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ هذا.
و لما كان
اتباع تلك الاراء و الاستبداد بها مستلزما للتولّى و الاعراض عنه 7 و
نهى عن الملزوم ضمنا اتبعه بالنهى عن التلازم صريحا فقال:
(و لا
تصدّعوا على سلطانكم) أى لا تفرّقوا عن امامكم و أميركم المفترض