responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 53

قال المفضل: فقلت إنّ قوما من المعطلة يزعمون أنّ اختلاف الألوان و الأشكال في الطير إنما يكون من قبيل امتزاج الأخلاط و اختلاف مقاديرها بالمزج و الاهمال.

فقال 7: يا مفضّل هذا الوشى الّذي تراه في الطواويس و الدّراج و التدارج على استواء و مقابلة كنحو ما يخطّ بالأقلام كيف يأتي به الامتزاج المهمل على شكل واحد لا يختلف، لو كان بالاهمال لعدم الاستواء و لكان مختلفا.

تأمّل ريش الطير كيف هو؟ فانّك تراه منسوجا كنسج الثّوب من سلوك دقاق قد ألّف بعضه إلى بعض كتأليف الخيط إلى الخيط و الشّعرة إلى الشّعرة، ثمّ ترى ذلك النّسج إذا مددته ينفتح قليلا و لا ينشق لتداخله الرّيح فيقلّ الطّائر إذا طار، و ترى في وسط الرّيشة عمودا غليظا معيّنا قد نسج عليه الذي هو مثل الشّعر ليمسكه بصلابته، و هو القصبة التي في وسط الرّيشة، و هو مع ذلك أجوف ليخف على الطّائر و لا يعوقه عن الطيران.

هل رأيت يا مفضّل هذا الطّاير الطّويل السّاقين و عرفت ما له من المنفعة في طول ساقيه؟ فانّه أكثر ذلك في ضحضاح‌[1] من الماء، فتراه لساقين طويلين كانه ربيئة[2] فوق يرقب و هو يتأمّل ما يدبّ في الماء، فاذا رأى ممّا يتقوّت به خطا خطوات رقيقا حتّى يتناوله، و لو كان قصير السّاقين و كان يخطو نحو الصّيد ليأخذه تصيب بطنه الماء فيثور و يذعر منه فيتفرّق عنه، فخلق له ذلك العمودان ليدرك بهما حاجته و لا يفسد عليه مطلبه.

تأمّل ضروب التّدبير في خلق الطّاير فانّك تجد كلّ طاير طويل السّاقين طويل العنق، و ذلك ليتمكّن من تناول طعمه من الأرض، و لو كان طويل السّاقين قصير العنق لما استطاع أن يتناول شيئا من الأرض، و ربما اعين مع تطول العنق بطول المناقير ليزداد الأمر عليه سهولة له و إمكانا، أفلا ترى أنّك لا تفتّش شيئا


[1] ماء ضحضاح قريب القعر( منه)

[2] الربيئة العين الذى ينظر للقوم لئلا يداهمهم عدوّ.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست