responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 52

كلّ شي‌ء من خلقه شاكلا للأمر الذي قدّر أن يكون عليه.

ثمّ صار الطائر السابح في هذا الجوّ يقعد على بيضه فيخرّ له اسبوعا و بعضها اسبوعين و بعضها ثلاثة أسابيع حتى يخرج الفرخ من البيضة، ثمّ يقبل عليه فيزقّه لتتّسع حوصلته للغذاء، ثمّ يربّيه و يغذيه بما يعيش به، فمن كلّفه أن يلفظ الطعم و يستخرجه بعد أن يستقرّ في حوصلته و يغذو به فراخه؟ و لأىّ معنى يحتمل هذه المشقة و ليس بذى رويّة و لا تفكّر؟ و لا يأمل في فراخه ما يأمل الانسان في ولده من العزّ و الرّفد و بقاء الذكر و هذا من فعل هو يشهد بأنه معطوف على فراخه لعلّة لا يعرفها و لا يفكّر فيها و هى دوام النسل و بقاؤه لطفا من اللّه تعالى ذكره.

انظر إلى الدّجاجة كيف تهيج لحضن البيض و التفريخ و ليس لها بيض مجتمع و لا وكر موطى‌ء بل تنبعث و تنتفخ و تقوقى و تمتنع من الطعم حتّى يجمع لها البيض فتحضنه و تفرخ، فلم كان ذلك منها إلّا لاقامة النّسل، و من أخذها باقامة النسل؟

و لا رويّة و لا فكر لولا أنها مجبولة على ذلك.

و اعتبر بخلق البيضة و ما فيها من المخّ الأصفر الخاثر، و الماء الأبيض الرّقيق فبعضه لينتشر منه الفرخ، و بعضه ليغذي به إلى أن تنقاب عنه البيضة، و ما في ذلك من التدبير، فانه لو كان نشوء «نشق خ ل» الفرخ في تلك القشرة المستحضنة التي لا مساغ لشي‌ء اليها لجعل معه في جوفها من الغذاء ما يكتفى إلى وقت خروجه منها كمن يحبس في حبس حصين لا يوصل النفقة إلى من فيه فيجعل معه من القوت ما يكتفى به إلى وقت خروجه منه.

فكّر في حوصلة الطائر و ما قدّر له، فانّ مسلك الطعم إلى القانصة ضيّق لا ينفذ فيه الطعام إلّا قليلا قليلا، فلو كان الطائر لا يلقط حبة ثانية حتى تصل الاولى القانصة لطال عليه و متى كان يستوفي طعمه، فانما يختلسه اختلاسا لشدّة الحذر، فجعلت الحوصلة كالمخلاة المعلقة أمامه ليوعى فيها ما أدرك من الطعم بسرعة ثمّ تنفذه إلى القانصة على مهل، و في الحوصلة أيضا خلّة اخرى فانّ من الطائر ما يحتاج إلى أن يزقّ فراخه فيكون ردّه للطعم من قرب أسهل عليه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست