من الخلقة إلّا وجدته في «على» غاية
الصّواب و الحكمة؟
و إذا عرفت
وجه التدبير و الحكمة في مطلق الطير فلنعد إلى شرح عجائب خلقة الطاوس على ما
فصّله الامام 7 بقوله (و من أعجبها خلقا الطاوس الذي أقامه) اللّه
سبحانه (في أحكم تعديل) أى أعطى كلّ شيء منه في الخلق ما يستحقّه و
خلقه على وجه الكمال خاليا من نقص (و نضّد) أى رتّب (ألوانه
في أحسن تنضيد) و ترتيب كما قال الشّاعر:
فقد رتّب
تعالى ألوانه (بجناح أشرج قصبه) أى ركّب عروق جناحه و اصولها بعضها في بعض
كما يشرج العيبة أى يداخل بين أشراجها (و ذنب أطال مسحبه) على وجه الأرض (و إذا) أراد السفاد
و
(درج إلى الانثى نشره) أى نشر ذنبه (من طيّه و سما به مطلّا) أى رفعه
مشرفا (على رأسه تشبيه المحسوس بالمحسوس كأنه قلع داري) شبّه
7 ذنبه بشراع السفينة من باب تشبيه المحسوس بالمحسوس، لأنه عند ارادة
السفاد يبسط ذنبه و ينشره ثمّ يرفعه و ينصبه فيسير كهيئة الشراع المرفوع.
و أوضح وجه
الشبه بقوله (عنجه نوتيّه) و ذلك لأنّ الملّاح الذي يدبّر أمر السفينة
يعطف الشراع و يصرفه تارة بالجذب و تارة بالارخاء و تارة بتحويله يمينا و شمالا
بحسب انصرافه من بعض الجهات إلى بعض (يختال) أى يتكبّر و يعجب (بألوانه
و يميس) أى يتبختر (بزيفانه) و التبختر بمشيته.
ثمّ وصف 7 هيئة جماعه بقوله (يفضى) و يسفد (كافضاء
الدّيكة و يأرّ) أى يجامع (بملاقحة) مثل (أرّ الفحول المغتلمة) و ذات الغلم
و الشبق.
ثمّ أكّد كون
سفاده مثلى سفاد الدّيك و الفحل بالات التناسل كساير أصناف