responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 393

قال فيمرّ المؤمن فلا يمرّ بشي‌ء إلّا أضاء له حتّى ينتهى إلى أزواجه، فيقلن و الّذي أباحنا الجنّة يا سيّدنا ما رأيناك قط أحسن منك الساعة فيقول: إنّي قد نظرت بنور ربّي الحديث.

قال العلّامة المجلسي (ره) قوله- تجلّى لهم الرّب- أى بأنوار جلاله و آثار رحمته و افضاله- فاذا نظروا إليه- أى إلى ما ظهر لهم من ذلك و على المعنى الثاني فالمراد أنّ نور الجنّة و أهلها ابتهاج اللّه سبحانه بها و بهم أما وصفه سبحانه بالابتهاج و البهجة فلما قال الحكماء و المتكلّمون المثبتون له تعالى اللّذة العقليّة من أنّ أجل مبتهج هو المبدأ الأوّل بذاته لأنّ الابتهاج و اللّذة عبارة عن إدراك الكمال فمن أدرك كمالا في ذاته ابتهج به و التذّ، و كماله تعالى أجلّ الكمالات و إدراكه أقوى الادراكات فوجب أن يكون لذّاته أقوى اللّذات.

قال صدر المتألّهين: أجلّ مبتهج بذاته هو الحقّ الأوّل، لأنه أشدّ إدراكا لاعظم مدرك له الشرف الأكمل و النور الأنور و الجلال الأرفع، و هو الخير المحض و بعده في الخيريّة و الوجود و الادراك هو الجواهر العقليّة و الأرواح النوريّة و الملائكة القدسيّة المبتهجون به تعالى، و بعد مرتبتهم مرتبة النفوس البشريّة و السعداء من أصحاب اليمين على مراتب ايمانهم باللّه.

و أما المقرّبون من النفوس البشريّة و هم أصحاب المعارج الروحانيّة فحالهم في الاخرة كحال الملائكة المقرّبين في العشق و الابتهاج به تعالى.

إذا عرفت ذلك ظهر لك أنّ ابتهاج اللّه بمخلوقاته راجع إلى ابتهاجه بذاته، لأنه لما ثبت أنه أشدّ مبتهج بذاته لما له من الشرف و الكمال كان ذاته أحبّ الأشياء إليه، و كلّ من أحبّ شيئا أحبّ جميع أفعاله و آثاره لاجل ذلك المحبوب، و كلّ ما هو أقرب إليه فهو أحبّ اليه و ابتهاجه به أكمل.

فثبت بذلك أنّ اللّه سبحانه مبتهج بالجنّة و أهلها لأنها دار كرامته و رحمته و أقرب المجعولات إليه، و كذلك أهلها لأنهم مقرّبو حضرته و محبوبون إليه و مكرّمون لديه كما أنهم مبتهجون به سبحانه و محبّون إيّاه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست