و ذهب بعضهم
إلى أنّها في السّماء الرابعة نسبه الطبرسيّ في مجمع البيان إلى صحيح الخبر، و
اللّه أعلم.
(و نورها
بهجته) قال الطريحي و البهجة الحسن و منه رجل ذو بهجة، و البهجة السّرور و
منه الدّعاء: و بهجة لا تشبه بهجات الدّنيا، أى مسرّة لا تشبه مسرّات الدّنيا، و
فيه:
سبحان ذي
البهجة و الجمال، يعني الجليل تعالى انتهى.
أقول: فعلى
المعنى الأوّل فالمراد أنّ نور الجنّة أى منوّرها جماله سبحانه عظمه الّتي تضمحلّ
الأنوار دونها، فأهل الجنّة مستغرقة في شهود جماله، و نفوسهم مشرقة باشراق أنوار
كماله كما قال عزّ من قائل اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ أى
منوّرهما، فانّ كلّ شيء استنار منهما و استضاء فبقدرته و جوده و افضاله.
روى في
البحار من تفسير علىّ بن إبراهيم القمّي عن أبيه عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد
عن أبي عبد اللّه 7 قال: إنّ للّه كرامة في عباده المؤمنين في كلّ يوم
جمعة فاذا كان يوم الجمعة بعث اللّه إلى المؤمن ملكا معه حلّة فينتهى إلى باب
الجنّة فيقول: استأذنوا لى على فلان، فيقال هذا رسول ربّك على الباب فيقول لأزواجه
أىّ شيء ترين على أحسن، فيقلن يا سيّدنا و الّذي أباحك الجنّة ما رأينا عليك شيئا
أحسن من هذا بعث إليك ربّك فيتّزر بواحدة و يتعطّف بالأخرى فلا يمرّ بشيء إلّا
أضاء له حتى ينتهى إلى الموعد فاذا اجتمعوا تجلّى لهم الرّب تبارك و تعالى فاذا
نظروا إليه خرّوا سجّدا، فيقول عبادي ارفعوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود و لا يوم
عبادة قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون: يا ربّ و أيّ شيء أفضل مما أعطيتنا، أعطيتنا
الجنّة، فيقول لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا، فيرجع المؤمن في كلّ جمعة سبعين
ضعفا مثل ما في يديه و هو قوله وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ و هو يوم الجمعة إنّ
ليلها ليلة غرّاء و يومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح و التكبير و التهليل و
الثناء على اللّه و الصّلاة على محمّد و آله.