و (العمالقة) و العماليق أولاد عمليق
وزان قنديل أو عملاق كقرطاس و هو من ولد نوح 7 حسبما تعرف و (الفراعنة)
جمع فرعون و (الرّسّ) بتشديد السّين نهر عظيم بين آذربيجان و ارمينية و هو المعروف
الان بالأرس مبدؤه من مدينة طراز و ينتهى إلى شهر الكرّ فيختلطان و يصبّان في
البحر، و قال في القاموس: بئر كانت لبقيّة من ثمود كذّبوا نبيّهم و رسّوه في بئر و
(مدّن) المداين تمدينا مصّرها.
الاعراب
الباء في
قوله بنبال الموت زايدة في المفعول، و المداين مفعول لقوله مدّنوا لا فيه كما هو
واضح.
المعنى
اعلم أنه لما
افتتح الخطبة بتحميد اللّه سبحانه و تمجيده و ذكر جملة من صفات جلاله و نعوت جماله
و أشار إلى عجائب قدرته و بدايع حكمته في ملكه و ملكوته في الفصل السابق منها،
أتبعه بهذا الفصل تذكرة و موعظة للمخاطبين، فأوصى بما لا يزال يوصى به و قال:
(أوصيكم
عباد اللّه بتقوى اللّه) الّتي هي الزاد و بها المعاد زاد مبلّغ و معاد منجح و هى
أن لا يراك حيث نهاك و لا يفقدك حيث أمرك.
و انما عقّب
بالموصول أعني قوله (الّذي ألبسكم الرياش و أسبغ عليكم المعاش) تأكيدا
للغرض المسوق له الكلام، و تنبيها على أنّه سبحانه مع عظيم احسانه و مزيد فضله و
انعامه حيث أنعم عليكم باللباس و الرياش و أكمل عليكم
المعاش الّذين هما سببا حياتكم و بهما بقاء نوعكم، كيف يسوغ كفران نعمته
بالعصيان، و مقابلة عطوفته بالخطيئة، بل اللّازم مكافاة نعمائه بالتقوى، و عطاياه
بالحسنى.
ثمّ لما كان
رأس كلّ خطيئة هو حبّ الدّنيا و كان عمدة أسباب الغفلة و الضّلالة الركون اليها و
طول الأمل فيها نبّه على فنائها و زوالها بقوله (و لو أنّ أحدا
يجد