إلى البقاء سلّما) و وسيلة (أو لدفع الموت سبيلا) و سببا (لكان ذلك سليمان بن داود 7) لأنّه
(الّذي) اختصّ من ساير الخلق لكمال السّلطنة و الملك
العظيم حيث (سخّر له ملك الجنّ و الانس) و الوحش و الطير فهم يوزعون حسبما تعرفه تفصيلا عن قريب (مع النبوّة و عظيم الزلفة) و
القربى إلى الحقّ سبحانه.
و معلوم أنّ
النّبوة و التقرّب و المنزلة من الوسائل إلى البقاء لاستجابة الدّعاء معهما فهما
مظنّتان للتوصّل إليه في الباطن كما أنّ الملك و السلطنة مظنّة لأن تكون وسيلة
إليه في الظاهر لكنّه مع نبوّته و عظم سلطانه و قدرته على ما لم يقدر عليه غيره لم
يجد وسيلة إلى البقاء، فليس لأحد بعده أن يطمع في وجدانه أما انه 7 لم
يجد وسيلة إلى ذلك (ف) لأنه (لما استوفى طعمته) أى رزقه
المقدّر (و استكمل مدّته) المقرّرة المجاز العقلي- استعاره (رمته
قسيّ الفناء بنبال الموت) إسناد الرّمى إلى القسيّ من المجاز العقلي و
النسبة إلى الالة، قال الشارح البحراني: و لفظ القسىّ و النبال استعارة لمرامى
الأمراض و أسبابها الّتي هي نبال الموت (و أصبحت الدّيار منه خالية و
المساكن معطّلة و ورثها قوم آخرون).
روى في
البحار من العلل و العيون عن أحمد بن زياد الهمداني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن
عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا 8
عن أبيه موسى بن جعفر «عن أبيه جعفر خ» بن محمّد : قال إنّ سليمان بن
داود 7 قال ذات يوم لأصحابه: إنّ اللّه تبارك و تعالى قد وهب لي ملكا
لا ينبغي لأحد من بعدى سخّر لي الرّيح و الانس و الجنّ و الطير و الوحوش و علّمني
منطق الطير و آتاني كلّ شيء و مع جميع ما اوتيت من الملك ما تمّ لي سرور يوم إلى
اللّيل، و قد أحببت أن أدخل قصرى في غد فأصعد أعلاه و أنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا
لأحد عليّ لئلّا يرد على ما ينقص على يومى، قالوا: نعم.
فلما كان من
الغد أخذ عصاه بيده و صعد إلى أعلى موضع من قصره و وقف متكئا على عصاه ينظر إلى
ممالكه مسرورا بما أوتى فرحا بما أعطى، إذ نظر إلى