responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 194

فمن صبر على ذلك المكروه يكون مصيره إلى الجنّة و كذلك النار محفوفة باطلاق عنان النفس و ارتكاب ما تشتهيها و تتمناها من الشهوات و المحرّمات، فمن أقدم عليها و أتى بها يكون عاقبته إلى النار و كفى بالجنّة ثوابا و نوالا في تسهيل تحمّل تلك المكاره، و كفى بالنار عقابا و وبالا في التنفير عن هذه الشهوات.

ثمّ بعد تسهيل المكاره التي يشتمل عليها الطاعات يكون غايتها أشرف الغايات و تحقير الشهوات الّتي يريد التنفير عنها يكون غايتها أخسّ الغايات نبّه على أنّه لا تأتى طاعته إلّا في كره و لا معصيته إلّا في شهوة، و هو قوله‌ (و اعلموا أنه ما من طاعة اللّه شي‌ء إلّا يأتي في كره و ما من معصية اللّه شي‌ء إلّا يأتي في شهوة) لأنّ النّفس للقوّة الشهويّة أطوع من القوّة العاقلة خصوصا فيما هو أقرب إليها من اللّذات المحسوسة الّتي يلحقها العقاب عليها.

(فرحم اللّه رجلا نزع) و كفّ‌ (عن شهوته و قمع) أى قلع‌ (هوى نفسه فان هذه النفس) الأمّارة بالسوء (أبعد شي‌ء منزعا) أى كفا و انتهاء عن شهوة و معصية (و أنها لا تزال تنزع) أى تشتاق و تميل‌ (إلى معصية في هوى) نبّه على وصف المؤمنين و كيفيّة معاملتهم مع نفوسهم جذبا للسامعين إلى التأسّي بهم و تحريصا لهم على اقتفاء آثارهم و هو قوله:

(و اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن لا يصبح و لا يمسى إلّا و نفسه ظنون) أى متّهمة (عنده) أى أنها ضعيفة قليلة الحيلة لا تقدر على أن تحتال و تعالج في أن تغره و تورده موارد الهلكة بل هو غالب عليها في كلّ حال‌ (فلا يزال زاريا) أى عايبا (عليها) في كلّ حين‌ (و مستزيدا لها) أى مراقبا لأحوالها طالبا للزيادة لها من الأعمال الصالحة في جميع الأوقات.

(فكونوا كالسابقين قبلكم) إلى الجنّة (و الماضين أمامكم) من المؤمنين الزاهدين في الدّنيا و الرّاغبين في الاخرة (قوّضوا من الدّنيا تقويض الرّاحل) يعني أنهم قطعوا علايق الدّنيا و ارتحلوا إلى الاخرة كما أنّ الرّاحل إذا أراد الارتحال يقوّض متاعه و ينقض خيمته و يهدم بناءه‌ (و طووها طىّ المنازل) أى طووا أيام‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست