responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 195

الدّنيا و مدّة عمرهم كما يطوى المسافر منازل طريقه.

و محصّل الجملتين أنّ السابقين الأوّلين من المقرّبين و أصحاب اليمين لما عرفوا بعين بصائرهم أنّ الدّنيا ليست لهم بدار و أن الاخرة دار قرار لا جرم كانت همّتهم مقصورة في الوصول إليها، فجعلوا أنفسهم في الدّنيا بمنزلة المسافر، و جعلوها عندهم بمنزلة المنازل‌ فاخذوا من ممرّهم ما يبلغهم إلى مقرّهم فلما ارتحلوا عنها لم يبق لهم علاقة فيها كما أنّ المسافر إذا ارتحل من منزل لا يبقى له شي‌ء فيه فأمر المخاطبين بأن يكونوا مثل هؤلاء في الزّهد في الدّنيا و ترك العلايق و الامنيّات و الرغبة في العقبي و الجنّات العاليات و هي أحسن منزلا و مقيلا.

ثمّ شرع في ذكر فضل القرآن و بيان ممادحه ترغيبا في الاهتداء به و الاقتباس من ضياء أنواره فقال 7‌ (و اعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصح) المشفق‌ (الّذي لا يغشّ) في إرشاده إلى وجوه المصالح كما أنّ الناصح الصديق شأنه ذلك‌ (و الهادى الّذي لا يضلّ) من اهتدى به.

روى في الكافي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللّه 7 قال: إنّ هذا القرآن فيه منار الهدى و مصابيح الدّجى، فليجل جال بصره و يفتح للضياء نظره، فانّ التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظّلمات بالنور.

(و المحدّث الّذي لا يكذب) في قصصه و أحاديثه و أخباره قال أبو عبد اللّه 7 فيما روى في الكافي عن سماعة بن مهران عنه 7 انّ العزيز الجبّار أنزل عليكم كتابه و هو الصّادق البارّ فيه خبركم و خبر من قبلكم و خبر من بعدكم و خبر السماء و الأرض و لو أتاكم من يخبركم لذلك تعجّبتم.

استعاره‌ (و ما جالس هذا القرآن أحد) استعار لفظ المجالسة لمصاحبته و ملازمته و قراءته و التدبّر في ألفاظه و معانيه استعاره‌ (إلّا قام عنه) استعار لفظ القيام لترك قراءته و الفراغ عنها مقابلة كنايه [و ما جالس هذا القرآن أحد إلّا قام عنه‌] و لا يخفى ما في مقابلة الجلوس بالقيام من اللّطف و الحسن فانّ المقابلة بين الفعلين في معنييهما الحقيقين و المجازين كليهما على حدّ قوله تعالى: أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست