و (الظنون) و زان صبور إمّا مبالغة من
الظنّة بالكسر بمعنى التهمة يقال:
ظننت فلانا
أى اتّهمته فلا يحتاج حينئذ إلى الخبر أو بمعنى الضعيف و قليل الحيلة و جعل الشارح
المعتزلي الظنون بمعنى البئر لا يدرى فيها ماء أم لا غير مناسب للمقام و إن كان
أحد معانيه.
و (قاض)
البناء و قوضه أى هدمه أو التقويض نقض من غير هدم أو هو نقض الأعواد و الأطناب و
(غشّه) يغشّه كمدّ يمدّ غشّا خلاف نصحه و (اللّأواء) و زان صحراء الشدّة و ضيق
المعيشة و في مجمع البحرين في الحديث و من (محل به) القرآن يوم القيامة صدق أى سعى
به يقال محل بفلان اذا قال عليه قولا يوقعه في مكروه و (تورد) الخيل البلد دخله
قليلا قليلا.
الاعراب
جملة قوّضوا
استيناف بياني لا محلّ لها من الاعراب، و أو في قوله بزيادة أو نقصان بمعنى الواو
كما في قوله: لنفسي تقاها أو عليها فجورها.
و يؤيّده
قوله زيادة في هدى، و نقصان بالواو، أو أنّ الترديد لمنع الخلوّ و الفاء في قوله:
فاستشفوه فصيحة، و في قوله: فانّ فيه شفاء للتعليل و قوله: العمل العمل و ما يتلوه
من المنصوبات المكرّرة انتصابها جميعا على الاغراء أو عامل النصب محذوف أى ألزموا
العمل فحذف العامل و ناب أوّل اللّفظين المكرّرين منابه.
المعنى
اعلم أنّ
مدار هذا الفصل من الخطبة الشريفة على الموعظة و النصيحة و ترغيب المخاطبين في
الطّاعات و تحذيرهم عن السّيئات و التنبيه على جملة من فضايل كتاب الكريم و خصايص
الذكر الحكيم، و صدّر الفعل بالأمر بالانتفاع بأفضل البيانات و الاتّعاظ بأحسن
المواعظ و القبول لأكمل النصايح فقال: «ج 12»