العمل العمل، ثمّ النّهاية النّهاية، و
الاستقامة الاستقامة، ثمّ الصّبر الصّبر، و الورع الورع، إنّ لكم نهاية فانتهوا
إلى نهايتكم، و إنّ لكم علما فاهتدوا بعلمكم، و إنّ للإسلام غاية فانتهوا إلى
غايته، و اخرجوا إلى اللّه ممّا افترض عليكم من حقّه، و بيّن لكم من وظائفه، أنا
شاهد لكم، و حجيج يوم القيمة عنكم، ألا و إنّ القدر السّابق قد وقع، و القضاء
الماضي قد تورّد، و إنّي متكلّم بعدة اللّه و حجّته، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ
أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ،
و قد قلتم: ربّنا اللّه، فاستقيموا على كتابه، و على منهاج أمره، و على الطّريقة
الصّالحة من عبادته، ثمّ لا تمرقوا منها، و لا تبتدعوا فيها، و لا تخالفوا عنها،
فإنّ أهل المروق منقطع بهم عند اللّه يوم القيامة.
اللغة
(نزع) عن
المعاصي نزوعا انتهى عنها و نزع عن الشيء نزوعا كفّ و قلع عنه و المنزع يحتمل
المصدر و المكان و نزع الى أهله نزاعة و نزاعا اشتاق إليه، و نازعتني نفسى إلى كذا
اشتاقت إليه قال في مجمع البحرين: في الحديث النّفس الأمّارة أبعد شيء منزعا، أى
رجوعا عن المعصية اذ هى مجبولة على محبّة الباطل، و أمّا تفسير الشارح المعتزلي
منزعا بمذهبا فلا يخفى بعده.