(إنما هى كالمعلوفة للمدى) و السكاكين (لا تعرف ما ذا يراد بها
إذا احسن إليها) أى تزعم و تظنّ أنّ العلف إحسان إليها على
الحقيقة و لا تعرف أنّ الغرض من ذلك هو الذبح و الهلاك
(تحسب يومها دهرها) يعني أنها لكثرة إعجابها لعلفها في
يومها تظنّ أنّ دهرها مقصور على ذلك اليوم ليس لها وراءه يوم آخر، و قيل معناه
أنها تظنّ أنّ ذلك العلف و الاطعام كما هو حاصل لها ذلك اليوم يكون حاصلا لها
أبدا.
(و شبعها
أمرها) أى تظنّ انحصار أمرها و شأنها في الشبع مع أنّ غرض صاحبها من
إطعامها و إشباعها أمر آخر.
الفصل
الثاني في الاشارة إلى بعض مناقبه الجميلة و مقاماته الجليلة
و هو قوله:
(و اللّه
لو شئت أن اخبر كلّ رجل منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت) اى لو أشاء
لأخبر كلّ واحد منكم بأنّه من اين خرج و أين دخل و كيفيّة خروجه و ولوجه و اخبر
بجميع شأنه و شغله من أفعاله و أقواله و مطعمه و مشربه و ما أكله و ما ادّخره في
بيته و غير ذلك مما أضمروه في قلوبهم و أسرّوه في ضمائرهم كما قال المسيح 7: أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي
بُيُوتِكُمْ.
(و لكن
أخاف أن تكفروا فيّ برسول اللّه 6) قال الشارح
المعتزلي:
أى أخاف
عليكم الغلوّ في أمري و أن تفضّلوني على رسول اللّه 6، بل
أخاف عليكم أن تدّعوا فيّ الإلهيّة كما ادّعت النصارى ذلك في المسيح لمّا أخبرهم
بامور الغايبة و مع أنّه قد كتم ما علمه حذرا من أن يكفروا فيه برسول اللّه 6 فقد كفر كثير منهم و ادّعوا فيه النبوّة و ادّعوا فيه أنّه شريك
الرّسول في الرّسالة و ادّعوا فيه أنّه هو كان الرسول و لكن الملك غلط فيه و
ادّعوا أنّه الّذي بعث محمّدا 6 الى النّاس و ادّعوا فيه
الحلول و ادّعوا فيه الاتّحاد و لم يتركوا نوعا من أنواع الضلالة فيه إلّا و قالوه
و اعتقدوه.