(تجرّد) زيد
لأمره جدّ فيه و (مظنّة) الشيء بكسر الظّاء الموضع الّذي يظنّ فيه وجوده (و أجلب)
فيه قال ابن الأثير في محكىّ النّهاية في حديث عليّ 7 أراد أن يغالط
بما أجلب فيه يقال أجلبوا عليه إذا تجمّعوا و تألّبوا و أجلبه أى أعانه و أجلب
عليه إذا صاحه و استحثّه (و لبس) عليه الأمر يلبسه من باب حسب خلطه و ألبسه غطاه و
أمر ملبس و ملتبس بالأمر مشتبه و (نهنهه) عن الأمر كفّه و زجره و (عذرته) فيما صنع
أى رفعت عنه اللّوم فهو معذور أى غير ملوم و أعذرته لغة.
و قال
الشّارح البحراني المعذرين بالتّخفيف المعتذرين عنه و بالتّشديد المظهرين للعذر مع
أنّه لا عذر.
الاعراب
قوله 7: قد كنت قال الشارح المعتزلي كان هنا تامّة أى خلقت و وجدت و أنا بهذه
الصفة و يجوز أن تكون الواو زايدة و يكون كان ناقصة و خبرها ما اهدّد كما في المثل
«لقد كنت و ما أخشى الذئب» و جملة و أنا على ما وعدنى يحتمل الحال و الاستيناف.
المعنى
قال الشارح
البحراني و هذا الفصل من كلام قاله 7 حين بلغه خروج طلحة و الزبير
إلى البصرة و تهديدهم له 7 بالحرب.
أقول: و قد
مضى في شرح الخطبة الثانية و العشرين ما ينفعك ذكره في هذا المقام إذ الخطبتان
مسوقتان لغرض واحد، و متطابقتان في بعض الفقرات، فليراجع ثمّة.
إذا عرفت ذلك
ظهر لك أنّ قوله 7 (قد كنت و ما اهدّد بالحرب و لا أرهّب
بالضرب) جواب عن تهديدهم له و ترهيبهم إيّاه، فقد بعثوا إليه 7
أن أبرز للطعان و اصبر للجلاد فأجاب 7 بأنّ التهديد و الترهيب إنّما هو
في حقّ الجبان