responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 168

لأنّ النفس بالطبع تنفرّ عن العبوديّة و تشتهى الرّبوبيّة، و لذلك قال بعض العارفين ما من نفس إلّا و هى مضمرة ما أظهره فرعون من قوله‌ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى‌ و لكن فرعون وجد له مجالا و قبولا من قومه، فأظهره و أطاعوه و ما من أحد إلّا و يدعى ذلك مع عبده و خادمه و أتباعه و كلّ من هو تحت قهره و طاعته و إن كان ممتنعا من إظهاره.

ثمّ نفرة النّفس عن العبادة إمّا بسبب الكسل كالصّلاة و إمّا بسبب البخل كالزكاة أو بسببهما كالحجّ و الجهاد و العبد محتاج إلى الصّبر في جميعها.

الضرب الثاني المعاصي و تركها و الكفّ عنها أصعب عن النفس لرغبتها بالطبع إليها فيحتاج إلى الصبر عنها و أشدّ أنواع الصبر عن المعاصي الصبر على المعاصي المألوفة المعتادة كحصائد الألسنة من الكذب و الغيبة و البهتان و نحوها فمن لم يتمكن من الصّبر عنها فيجب عليه العزلة و الانفراد لأنّ الصّبر على الانفراد أهون من الصّبر على السكوت مع المخالطة، و تختلف شدّة الصّبر في آحاد المعاصي باختلاف دواعي المعصية قوّة و ضعفا.

و أما القسم الثاني و هو ما لا يرتبط باختيار العبد أصلا فكالمصائب و البلايا و الالام و الأسقام من فقد الأحبّة و موت الأعزّة و ذهاب المال و تبدّل الصحّة بالمرض و الغنى بالفقر، و البصر بالعمى، و غيرها و الصّبر على هذه هو الذي بشّر الموصوفون به في الاية الكريمة بقوله سبحانه: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‌ و أوحى سبحانه إلى داود 7 يا داود: تريد و اريد و إنّما يكون ما اريد فان سلّمت لما اريد كفيتك ما تريد و إن لم تسلم لما اريد أتعبتك فيما تريد ثمّ لا يكون إلّا ما اريد.

و أما القسم الثالث و هو ما لا يرتبط هجومه باختياره و له اختيار في دفعه كما لو اوذى بفعل أو قول و جنى عليه في نفسه أو ماله أو نحو ذلك فالصّبر على ذلك بترك المكافاة، و الانتقام تارة يكون واجبا و تارة يكون مندوبا قال تعالى:

وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ‌.

و عن الانجيل قال عيسى بن مريم 7: لقد قيل لكم من قبل إنّ السنّ‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست