أرض واحدة فقالوا إنها سبعة أقاليم
فالمثليّة من هذا الوجه هي لا من تعدّد الأرضين في ذاته.
و يمكن أن
يتأوّل مثل ذلك كلام أمير المؤمنين 7 فيقال إنها و إن كانت أرضا واحدة
لكنها أقاليم و أقطار مختلفة، و هى كرية الشكل فمن على حدبة الكرة لا يرى من تحته
و من تحته لا يراه و من على أحد جانبيها لا يرى من على الجانب الاخر و اللّه يدرك
ذلك كلّه أجمع لا يحجب عنه بشيء منها شيء منها انتهى.
و نحو ذلك
قال الطبرسيّ في تفسير الاية حيث قال: أى و في الأرض خلق مثلهنّ في العدد لا في
الكيفية لأنّ كيفيّة السماء مخالفة لكيفيّة الأرض و ليس في القرآن آية تدلّ على
أنّ الارضين سبع مثل السماوات إلّا هذه الاية و لا خلاف في السماوات أنها سماء فوق
سماء و أما الأرضون فقال قوم إنها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض كالسماوات لأنها
لو كانت مصمتة لكانت أرضا واحدة و في كلّ أرض خلق خلقهم اللّه كيف شاء.
و روى أبو
صالح عن ابن عباس أنها سبع أرضين ليس بعضها فوق بعض يفرق بينهنّ البحار و تظلّل
جميعهنّ السّماء و اللّه سبحانه أعلم بصحّة ما استأثر بعلمه و اشتبه على خلقه.
و قال الفخر
الرّازيّ: قال الكلبيّ: خلق سبع سماوات بعض فوق بعض كالقبّة و من الأرض مثلهنّ في
كونها طبقات متلاصقة كما هو المشهور أنّ الأرض ثلاث طبقات طبقة أرضية محضة، و طبقة
طينّية و هى غير محضة و طبقة منكشفة بعضها في البرّ و بعضها في البحر، و هي
كالمعمورة و لا يبعد من قوله و من الأرض مثلهنّ كونها سبعة أقاليم على سبع سماوات
و سبعة كواكب فيها، و هي السيارة، فانّ لكلّ واحد من هذه الكواكب خواصّ تظهر آثار
تلك الخواصّ في كلّ أقاليم الأرض فتصير سبعة بهذا الاعتبار.