صدقه 7 باحالة المشيرين عليه
إحالة معاينة و باشارة حضوريّة إلى كثرة المجلبين و شدّتهم فقال 7: (و ها هم هؤلاء قد ثارت) و هاجت (معهم عبدانكم و التفّت) و انضمّت (إليهم أعرابكم و هم خلالكم) أى
بينكم غير متباعدين عنكم (يسومونكم ما شاءوا) كيف شاءوا ليس لهم رادع و لا دافع
(و هل ترون) و الحال هذه
(موضعا لقدرة على شيء تريدونه).
ثمّ قال: (إنّ هذا
الأمر) أى أمر المجلبين (أمر جاهليّة) لأنّ قتلهم لعثمان
كان عن عصبيّة و حميّة لا لطاعة أمر اللّه و إن كان في الواقع مطابقا له.
و يمكن أن
يكون المراد به أنّ ما تريدون من معاقبة القوم أمر جاهليّة نشأ عن تعصّبكم و
حميّتكم و أغراضكم الباطلة و فيه إثارة للفتنة، و تهييج للشرّ، لكنّ الأوّل أنسب
بسياق الكلام إذ غرضه من إيراد تلك الوجوه إسكات الخصم و عدم تقوية شبه المخالفين
الطالبين لدم عثمان.
و أكّد تأكيد
تضعيف رأيهم بقوله (و إنّ لهؤلاء القوم مادّة) أى مددا و معينين و (إنّ
النّاس من هذا الأمر إذا حرّك) عن موضعه و اريد معاقبة المجلبين (على
امور) ثلاثة أشار إليها بقوله (فرقة منهم ترى ما ترون) و يحكمون
بحسن العقاب (و فرقة ترى ما لا ترون) و تزعم أنّ في العقاب عدولا عن
الصّواب (و فرقة) ثالثة (لا ترى هذا و لا هذا) و لا يحكمون
فيه بصواب و لا خطاء.
و لما بيّن
اختلاف الاراء و تشتّت الأهواء في التخطئة و التصويب و كان الاقتصاص و الانتقام مع
وجود هذا الاختلاف مظنّة فتنة اخرى كالاولى بل و أعظم منها و كان الأصوب في
التدبير و الّذي يوجبه العقل و الشرع الصبر و إمساك النكير إلى حين سكون الفتنة، و
تفرّق تلك الشعوب من المدينة، لا جرم أمرهم بالصّبر فقال:
(فاصبروا
حتّى يهدأ الناس) و يسكنوا (و تقع القلوب مواقعها) و تؤوب إلى الناس
أحلامهم (و تؤخذ الحقوق مسمحة) منقادة بسهولة (فاهدءوا) متفرّقين (عنّى و
انظروا ما ذا يأتيكم به أمرى) و لا تستعجلوه و لا تسرعوا (و لا
تفعلوا فعلة) أى نوع فعل (تضعضع) و تهدم (قوّة و
تسقط منّة و تورث وهنا و ذلّة) فانّ الامور مرهونة بأوقاتها و مجتنى