فانّ
المستعار منه صدع الزّجاجة و هو كسرها و هو حسيّ و المستعار له تبليغ الرّسالة و
هو عقليّ و الجامع لهما و هو التّأثير أيضا عقليّ، و كقول أمير المؤمنين 7 فى المخ ج (3): ينحدر عنّي السّيل، استعار السّيل للعلوم الفايضة منه 7 على الموادّ القابلة، و الجامع أن الأوّل فيه حياة الأجسام و الثّانية فيها
حياة الأرواح و الحياة معنى معقول، و كقوله 7 في هذا المختار أيضا:
و طفقت أرتاي
بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء.
فقد استعار
اليد الجذاء لعدم النّاصر و الجامع عدم التمكّن من التصرف و الصّولة بهما و كذلك
استعار لفظ الطخية و هو الظلمة لاقتباس الامور بجامع أنّ الظلمة كما لا يهتدى فيها
للمطلوب كذلك لا يهتدى حين التباس الامور و اختلاطها إلى نهج الحقّ.
و سادسها عكس
السّابق و الجامع أيضا عقليّ كقوله سبحانه:
إِنَّا
لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ فانّ المستعار له
كثرة الماء و هو حسّي و المستعار منه التكبّر و الجامع الاستعلاء المفرط و هما
عقليّان، و نظيره قول أمير المؤمنين 7 في المخ ص (90) في وصف دحو الأرض
على الماء:
و سكنت الأرض
مدحوّة في لجّة تيّاره و ردّت من نحوة باده و اعتلائه و شموخ أنفه و سموّ غلوائه.
فقد استعار
نخوة بأد الماء و شموخ أنفه لكثرة تلاطمه و تراكم أمواجه و المستعار منه الافتخار
و التكبّر و الترفّع و هو عقلي و الجامع الاستعلاء المفرط أيضا.