المؤسسات الأخيرة تستحق الإعجاب حقا، و لكل منها اختصاص فواحد منها للنّساء الحبالى و ثان لليتامى و ثالث للجنود الجرحى أو العجزة و من المألوف في هذه البلاد أن يوصي أشخاص عند الموت بإعطاء أرضين أو مبالغ مالية جسيمة للقائمين على المستشفيات، و هذه العادة المستحبة يمكن أن تكون عذرا للذين جمعوا الأموال و ركموها في حياتهم و لم يستعملوها قط.
و لم يكن في دبلن إلّا حمامان حاران سطوحهما تشبه قرنين واسعين، و قد رأيت هذه المنشآت مهملة أقبح الإهمال فالأحواض صغيرة بحيث لا يسع الحوض إلّا شخصا واحدا بصعوبة، و يضاف إلى ذلك أنّ ماءه لا يغمر إلّا نصف الجسم، و مع ذلك فقد كنت مضطرا أن أستحم في أحدهما و لم أجد أحدا يخدمني فيه، فاضطررت إلى استعمال فرشة مصنوعة من شعر الخيل تشبه الّتي تستعمل لتنظيف الأحذية، بدلا من المدلكة. و بالشتاء لا يستحم أهل دبلن أبدا و بالصيف يذهبون إلى البحر أو إلى النهر، فهذان الحمامان مخصصان بالعجزة و المرضى و الناقهين.
و ليس في دبلن إلّا محكيان [1] أي تياتران يتسع كل منهما لألف و خمسمائة إنسان و البهو الّذي يجلس فيه النظارة يستغرق نصف البناية و هو مقسم ثلاثة أقسام. القياطين [2] الألواج [3] حيث يقعد الأغنياء أو الإعيان، و البارتير «مقاعد الصحن» و فيها يقعد التجار، و الأروقة الخاصة بطبقة العامّة من الشعب. و أجرة التفرج خمسة شيلينات أو ثلاثة شيلينات أو شيلين واحد، و الملعب و هو موضع المحاكين يستغرق النصف الثاني من البناية، و تحجزه ستور كثيرة و زخارف تمثل مدنا و حصونا و حدائق و غابات و غيرها، و كل البهو منار بشمعدانات كبيرة مشعبة و مناوير [4] و في الفصل الّذي أبهجني أكثر من غيره حكوا ساحرا حبشيا اسمه «أرلكين» و تمارين فروسية