أخطر نواحيه و إذا احتربت سفينتان فالغالبة منهما تسحب المغلوبة إلى ميناء من موانئ دولتها، فتبيع السفينة، لفائدة نفسها، و ما تحمله، و بعد سويعات علمنا أنّ تلك السفينة أمريكية، و مع أنّ إنكلترا ليست في حرب عليها طلب المستر «كلارك» من ربان السفينة الأمريكية أن يأتي إليه و يقدّم مستنداته، فأسرع ذلك المسكين و قد تملكه الخوف، بإذعانه للأمر و أحضر كتابه اليومي و شهاداته و احتبسوه طول النّهار و بالمساء أعطي إجازة الاستمرار على السفر. و في الغد لاقينا سفينة هامبوركية مشحونة متجهة إلى جزيرة موريس و كانت سفينة جميلة ذات ثلاثة صوار، شحنتها أزواد مملوحة، و صدر الأمر إلى ربانها بالتوقف و حضر عند الربان الإنكليز و قدّم إليه وثائقه المحررة، و أهدى إلى ركاب سفينته شيئا من الجبن الطيب. و أجيز له أن يواصل السفر حيث يشاء.
و باليوم السابع و العشرين من تشرين الأوّل من السنة المذكورة (1799) مساء وصلنا إلى الدرجة الخمسين من درجات العرض الشمالية، حيث سررنا برؤية أنجم الدب الأكبر و أنجم الدب الأصغر و النجم القطبي و كان الوقت ممطرا جدا و قد أكدّ لي الربان أنّه قاسى دائما نداوة في فسحة هذه الدرجات.
و باليوم السابع من تشرين الثاني من السنة المقدم ذكرها دخلنا، المرّة الثالثة في منطقة رياح الأليزة (التجارية) الّتي تسيطر على ما بين الدرجة العاشرة و الدرجة السابعة و العشرين من درجات العرض الشمالية، و قد دفعتنا بأعظم سرعة بحيث كانت السفينة تقطع أحيانا عشرة أميال بالساعة الواحدة، و كان البحر هائجا بما يقرب من هيجانه الّذي كان بإزاء مدينة الكاب و لكن سفينتنا كانت في حال جيدة، و مسيطرا عليها حاق السيطرة، فلم نشك من حادث مزعج البتة كالّذي كنّا شكونا منه في السفينة الدانية.
و باليوم الحادي عشر لاقينا عشر سفن هندية إنكليزية تحرسها سفينة حربية واحدة، و كل منّا و منها أنشأ علمه، ثمّ مررنا بالمستوي العالي للجزر الّتي يسمها الإنكليز «بلاد الهند الغربية» و لكنّنا لم نستطع تمييزها لأنّها كانت بعيدة جدا في الجهة الغربية. و باليوم الرابع عشر وصلنا قبالة جزائر