responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 293

الّذين عبدوا النّار، و قد ترك البلاد الفارسية عدد عظيم منهم قبل ألف و مائة سنة بالتقريب تخلصا من شدّة وطأة المسلمين، و أقاموا في سوراة و في بومباي، و في مدن أخرى من هذه الجهة من بلاد الهند، و قد زاد عددهم أنمى زيادة بحيث رأينا أكثر أهل الصناعات و الخدّام في بومباي من أهل هذه النحلة، و ناس منهم يحترفون بالتجارة، و آخرون ذوو ثروات لا تحصى، و كلهم يفهمون الإنكليزية و الهندية فضلا عن لغتهم الأصلية إلّا أنّهم لا يتكلّمون بالفارسية الحديثة، و إذ لم تكن لهم صلات اجتماعيّة بأهل المذاهب و الديانات الأخرى فقد اعتزلوا و اجتمعوا كلّهم فيما بينهم بالتقريب، و يحسب الرائي لهم أنّهم حافظوا على ملامح أجدادهم من غير أقل تغير و تطوّر، و يدعي أفراد من فلاسفة الإنكليز أنّ الشّمس لا تؤثر البتّة في ألوان النّاس، و يذكرون اعتمادا منهم على تحقيقهم «فارسيس» بومباي للتمثيل و أرمن «جولفا» من أرباض أصفهان فهم يحافظون على ألوانهم دائما و أبدا، فإن كان هذا صحيحا فلماذا كان الأوروبيون بيضا و الأحباش سودا و الهنود سمرا؟ أنا لا أستطيع إدراك ذلك إن صدّقت بما هنالك.

المجوس في بومباي‌

و الفارسيس يؤكدون أنّ عدّة من مواقدهم‌ [1] نقلت من البلاد الفارسية قبل ثمانمائة سنة، و يعبدون إلهين أحدهما يدعى «يزدان» و هو مبدأ كل خير و الآخر يسمّى «أهرمان» و هو مبدأ كل شرّ، و لما كان الخوف دائما أشدّ سيطرة على الرّوح البشري من الشكر و الانبساط جدّ هؤلاء الفارسيس في عبادة «أهرمان» و احترامه و استداموهما أكثر ممّا يفعلون ليزدان، و هم يغارون من اشتهار صيت نسائهم، و إذا شكوا أقل شك في امرأة منهن قتلوها سرّا، و مع ذلك ينبغي أن لا يعتقد أنّهم على أدب كثير، فلم يزرني أحد منهم أيّام كوني في بومباي، و لعلّهم حسبوني أعلى منهم بكثير فلا أقبل دعوتهم إن دعوني، و الفارسيسي الوحيد الّذي رأيته متعلما مثقفا و عرفته‌


[1] المذكور في الترجمة «مذابحهم» مع أنّ لهم مواقد في بيوت النّار فلعلّ الخطأ في الترجمة الأصلية. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست