responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 294

يسمّى «ملا فيروز» و هو امرؤ ذو خلق مودود، و كان قد ذهب إلى البلاد الفارسية و درس فيها علوم الرياضيات و علم الهيأة و عقيدة «زرادشت» و هو يجيد التكلّم بالفارسية و لكن الأبيات الّتي نظمها بها بان لي فيها ضعف بلغ حد الركاكة [1].

و على مسافة ميلين في شمال بومباي مدينة أخرى كل سكانها من الهنود و فيها أسواق فاخرة تقام لتموين سوق القلعة، و في نواحيها عدد وافر من البساتين و الحدائق لأغنى أغنياء الجزيرة، و مغارس لأشجار اللوز الهندي جدّ كثيفة بحيث لا يتحرك الهواء فيها إلّا قليلا، و النّاس في بومباي تظهر على وجوهم علامات أتعس شقاء يمكن أن يتصور، فهم أقزام شديد و السمرة، و نحاف الأجساد جدا، و إنّ عدّة نساء منهم و الصحيح يقال، فيهن بدانة و نضارة إلّا أنّ ملاحمهنّ جافية المظهر، و تصرّفاتهن مسترذلة، و قد قيل غالبا إنّ أهل «سوراة» الّتي هي على مسيرة أيّام قليلة من بومباي يتميزون بجمالهم، و قد وجدت عسرا كبيرا في التصديق بذلك، و قائل ذلك يقيسهن من غير شك بنساء النارسيس، إلّا أنّ نساء البنغال- فيما أرى هن أنشط، و أفضل من غيرهن بكل ما يحتمله اسم التفضيل.

و قلعة بومباي مفصولة عن المدينة بمرج واسع، تتمرن فيه الجيوش، و يتخذ متنزها لأهل المدينة، و من هناك يرى الإنسان امتداد البحر إلى ما لا نهاية له، و غابات أخاذة للقلوب و جبال كونكان، و هذه القلعة أوثق و أحكم من قلعة كلكتا، فالبحر يصونها من جهة، و سائرها يحيط به خندق واسع عميق و مملوء من ماء البحر، و السور و البدنات‌ [2] تشبه ما في كلكتا و قد بطن السور ببطانة من الاجر، و له عدّة أبواب ذوات قناطر متحركة علوا و سفلا و سياج من الحديد الغليظ المؤلّل‌ [3] و هي من إنشاء البرتغاليين الّذين‌


[1] لم يشر أبو طالب إلى أنّه كان شاعرا. و الظاهر أنّ التنكير هو الأصل أعني أنّ الصواب: و لكنّه كان قد نظم أبياتا. (المترجم).

[2] البدنات هي أبراج السور و أصول مبانيها و هي جمع البدنة، و قد تقدّم ذكرها غير مرة.

(المترجم).

[3] قالت العرب: ألل فلان الحربة: حدد طرفها. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست