responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 116

إنّ المعامل الّتي فاق بها الإنكليز جميع البلاد الأوروبية الأخرى هي معامل السكاكين و كل نوع من مصنوعات الفولاذ، و كذلك ساعات الجدران و ساعات الأيدي، و الأجواخ و الحرير الأملس و الحرير من الأنواع الأخرى و الزجاج و البندقيات و الطبنجات «الفرود» و أدهان التزويق، فكل هذه الأشياء مطلوبة من أطراف الأرض المختلفة و تباع بربح وفير.

و إنّ دكاكين أهل «البنادق العتيقة» بلندن يستأهلون التفاتا خاصا من السائح، لأنّها حاوية على العموم أشياء كثيرة جدّ معجبة، فقد رأيت فيها بلاتينا قريبا زمن اختراعه، حافظا من كل رطوبة، البارود الّذي في سبطانة البندقية المغمورة بالماء، مدة أسبوع واحد، و قيل أيضا إنّ البندقية يمكن معه أن تشتعل نارها و هي في الماء.

إضاءة الأفراح و عيد السلام‌

و قد اعتاد الإنكليز إضاءة لندن في ذكرى ميلاد الملك و ذكرى ميلاد الملكة، و حين يصل إلى بلادهم خبر ظفر كبير لهم و فوز خطير على أعدائهم، و وقت إعلان السّلام، و مع أنّي كنت في الهند قادرا على أن أرى كثيرا من الإضاءة و أنّي كنت في لكنو يوم زواج الوزير «علي» الّذي تبنّاه النواب الأخير فرأيت حصنا من القنا محيطه خمسة أميال، أنشئ من أجل ذلك الزواج بجميع بدناته‌ [1] و أبراجه، و هو بكليته قد علته، ليلا، أعداد كبيرة جدا من المصابيح بحيث استوجب القيام عليها عناية عشرين ألف رجل، غير أنّي أعترف بأنّ تلك الإضاءة كانت على نمط واحد فلا تشبه أضواء لندن فيما تحدثه بأنواعها من الابهاج و المسرّات.

و كل مصابيح إنكلترا الصغار [2] مصنوعة من الزجاج بسبب اضطراب المناخ، و منها ما هو ملون بألوان مختلفة، و هم يعلقونها إمّا على مسامير مثبتة في الجدار و إمّا على مرافع من الخشب مزينة بنقوش رمزية، فإذا


[1] البدنات جمع بدنة و هي في اصطلاح التحكيمات القديمة نتوءات ضخمة في أسوار الحصون و القلاع و المدن تقوم عليها الأبراج. (م).

[2] أراد مصابيح الزينة و الاحتفال. (م).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست