و المراد بالقضية التركيبية ما كان البحث فيها يدور حول استحالة شيء أو ضرورته بعد الفراغ عن معناه و حقيقته في نفسه، كالبحث عن استحالة الأمر بالضدين في وقت واحد (1).
* ثالثا: تنقسم الأدلة العقلية المستقلة التركيبية في دلالتها إلى سالبة و موجبة، و المراد بالسالبة: الدليل العقلي المستقل في استنباط نفي حكم شرعي. و المراد بالموجبة: الدليل العقلي المستقل في استنباط إثبات حكم شرعي.
و مثال الأول: القضية القائلة باستحالة التكليف بغير المقدور.
و مثال الثاني: القضية المشار إليها آنفا القائلة: بأن كل ما حكم العقل بقبحه حكم الشارع بحرمته.
و القضايا العقلية متفاعلة فيما بينها. فقد يتفق أن تدخل قضية عقلية تحليلية في البرهنة على قضية أخرى تحليلية أو تركيبية، كما قد تدخل قضية تركيبية في البرهنة على قضايا تحليلية، و هذا ما سنراه في البحوث الآتية إن شاء اللّه تعالى.
(1) و كالبحث عن استحالة الحكم الذي يؤخذ العلم به في موضوعه.
و لك ان تقول بان القضية التحليلية هي القضية التصورية، و التركيبية هي التصديقية التي تأتي بعد التصورية. و لا فائدة من هذه الاقسام الثلاثة كلها.