responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 205

ففي عالم الاعتبار المحض- أي بغض النظر عن الملاك و الإرادة- تستطيع أن تعتبر أي قانون تريد، و يمكن لك أن تدوّن أي حكم تشاء، اترك ورقة و قلم عند الطفل و قل له:" اكتب أي قانون تريد!"، فيكتب:" أولا يجب سجن أبي عشر سنوات، و ثانيا يجب ضرب أمي عشرين ضربة، و ثالثا يجب شنق أخي الكبير لأنه ضربني، و رابعا يجب سحب شعر أختي الكبيرة لأنها لا تعطيني لعبتها"، فهذه القوانين التي تكتب و تدوّن من قبل الطفل تكون في الواقع بلا ملاك و إرادة، نعم يوجد عنده ملاك خاص و إرادة خاصة ما أنزل اللّه بها من سلطان، و تستطيع أنت أن تكتب قوانين لإدارة العالم، ففي عالم الاعتبار و الصياغة مع قطع النظر عن الملاك و الإرادة لا يوجد تضاد بين الأحكام التكليفية، فتستطيع أن تعتبر ما تريد من الأحكام المتضادة، و تستطيع أن تعتبر الشي‌ء الواحد واجبا و حراما في نفس الوقت لأن الاعتبار سهل المئونة، فيستطيع أن يقول:" يجب شرب الخمر و يحرم شرب الخمر"، و الاعتبار كاشف عن الملاك و الإرادة، فإذا لا توجد مبادئ للحكم فإن الاعتبار لا يكشف عن شي‌ء، و مثل قوانين الطفل لا تكشف عن شي‌ء.

بعبارة أخرى: في مرحلة الاعتبار يوجد تدوين الحكم فقط، فإذا نظرنا إلى الاعتبار مجردا عن الملاك و الإرادة فمن الممكن اعتبار أي أمر و اعتبار أمور متضادة في نفس الوقت، مثلا يستطيع المولى أن يعتبر أحكاما متضادة، فيقول مثلا:" أيها المكلف أنا أعتبر أن الخمر حرام، و في نفس الوقت أعتبر أن الخمر مباح"، أو" أعتبر أن الصلاة واجبة و محرمة في نفس الوقت"، هذا إذا لم يعبّر الاعتبار عن الملاك و الإرادة، و الإنسان يستطيع أن يعتبر ما يشاء، مثلا يمكن أن يعتبر أن الأبيض أسود، و يعتبر أن الشاة بقرة، و أما

نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست