responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 15

يحاسبه على ما فعله في هذه الدنيا، يقول تعالى:" أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ" [1]،" وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" [2].

إن العقل يقول بوجوب شكر الخالق لأنه منعم على الإنسان بنعم كثيرة لا تحصى، و شكره يكون عن طريق عبادته و طاعته، و الإنسان لا يستطيع أن يحدّد ما يريده اللّه تعالى منه بدقة، و يريد أن يعرف تكليفه الشرعي تجاه ما يصادفه من أمور، فاللّه تعالى يريد من المخلوق بعض التكاليف لأنه يعلم ما يصلحه و ما يفسده لأنه هو الخالق و الصانع، و المخلوق يعرف بواسطة عقله انطلاقا من شكر المنعم أنه يجب عليه أن يكون مطيعا لخالقه، و لكنه لا يستطيع أن يصل إلى كل ما يريده اللّه تعالى منه، و اللّه تعالى خلق الإنسان مسئولا و كلّفه بتكاليف في كل أمر من أمور الحياة لأنه يوجد للّه تعالى حكم في كل واقعة، و الشريعة لها موقف عملي تجاه كل حدث، و لا بد أن يحدّد الإنسان موقفه العملي تجاه كل واقعة حتى يستطيع أن يوفّق بين سلوكه و بين الشريعة لأنه عبد للمشرّع سبحانه، كيف يتصرّف؟ هل يفعل أو يترك؟، و يجب على الإنسان الالتزام بالشريعة و امتثال أحكامها، و يجب عليه تعلّم الشريعة لأنه مقدمة للالتزام بالشريعة، و معرفة الشريعة مقدمة لامتثال أحكام الشريعة، و لا يستطيع الإنسان أن يصل عن طريق عقله إلى هذه التكاليف، لذلك بعث اللّه تعالى الأنبياء : ليعلّموا الناس أحكام اللّه سبحانه و ما يريده منهم و يبينوا التكاليف و المواقف العملية التي يريدها اللّه تعالى منهم.


[1] المؤمنون: 115.

[2] الذاريات: 56.

نام کتاب : دروس في أصول الفقه(الحلقة الثانية) نویسنده : الأشكناني، محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست