responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 94

استعمال العقل على الوجه الأصلح، و حينئذ فلا يرد اشكال أصلا لعدم كون الحكمة بهذا المعنى عين المقسم لأنها جزء له. و فيه أن الحكمة بهذا المعنى هي العدالة على ما تقرر، مع أن العدالة أيضا إحدى الفضائل الأربع (تنبيه) قد صرح علماء الأخلاق بأن صاحب الفضائل الأربع لا يستحق المدح ما لم تتعد فضائلها إلى الغير، و لذا لا يسمى صاحب ملكة السخاء بدون البذل سخيا بل منافقا، و لا صاحب ملكة الشجاعة بدون ظهور آثارها شجاعا بل غيورا، و لا صاحب ملكة الحكمة بدونها حكيما بل مستبصرا.

و الظاهر أن المراد باستحقاق المدح هو حكم العقل بوجوب المدح، فإن من تعدى أثره يرجى نفعه، و يخاف ضره، فيحكم العقل بلزوم مدحه جلبا للنفع، أو دفعا للضرر، و أما من لا يرجى خيره و شره فلا يحكم العقل بوجوب مدحه و ان بلغ في الكمال ما بلغ.

فصل تحقيق الوسط و الأطراف‌

لا ريب في أنه بإزاء كل فضيلة رذيلة هي ضدها، و لما عرفت أن أجناس الفضائل أربعة فأجناس الرذائل أيضا في بادى النظر أربعة:

الجهل، و هو ضد الحكمة، و الجبن، و هو ضد الشجاعة، و الشره و هو ضد العفة، و الجور، و هو ضد العدالة. و عند التحقيق يظهر أن لكل فضيلة حدا معينا، و التجاوز عنه بالإفراط أو التفريط يؤدى إلى الرذيلة، فالفضائل بمنزلة الأوساط، و الرذائل بمثابة الأطراف، و الوسط واحد معين لا يقبل‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست