و قيل: إن إدراك فضائل الأعمال و رذائلها من شأن العقل العملي، كما صرح به الشيخ في الشفاء بقوله: «إن كمال العقل العملي استنباط الآراء الكلية في الفضائل و الرذائل من الأعمال على وجه الابتناء على المشهورات المطابقة في الواقع للبرهان، و تحقيق ذلك البرهان متعلق بكمال القوة النظرية» .
و الحق أن مطلق الإدراك و الإرشاد إنما هو من العقل النظري فهو بمنزلة المشير الناصح، و العقل العملى بمنزلة المنفذ الممضى لإشاراته و ما ينفذ فيه الإشارة فهو قوة الغضب و الشهوة.