responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 388

و الأخبار المذكورة و غيرها، و يتأمل فيما ورد في مدح ضده-أعني التواضع كما يأتي. و لكون الكبر مشتملا على شي‌ء زائد على العجب هو رؤية النفس فوق الغير، فينبغي أن يعلم أن الحكم بخيرية نفسه من الغير غاية الجهل و السفاهة، فلعل في الغير من خفايا الأخلاق الكريمة ما ينجيه، و فيه من الملكات الذميمة ما يهلكه و يرديه. و كيف يجترئ صاحب البصيرة أن يرجح نفسه على الغير، مع إبهام الخاتمة و خفاء الأخلاق الباطنة و اشتراك الكل في الانتساب إلى اللََّه تعالى، و في صدورها و ترشحها منه و معلوليتها و لازميتها له، فالواقف بخطر الخاتمة و إناطة النجاة و الهلاك بالواطن لا يرى لنفسه مزية على غيره، و العارف بكون كل فرد من أفراد الموجودات أثرا من آثار ذاته و لمعة من لمعات أنوار صفاته، بل رشحة من رشحات فضله و جوده و قطرة من قطرات تيار فيض وجوده، لا ينظر إلى أحد بنظر السوء و العداوة، بل يشاهد الكل بعين الخيرية و المحبة.

اشكال و حل‌

(فإن قيل) : كيف يحسن أن يتواضع العالم الورع للجاهل الفاسق و يراه خيرا من نفسه، مع ظهور جهله و فسقه، و قطعه باتصاف نفسه بالعلم و الورع و خلوه عنهما؟و كيف يجوز له أن يحب فاسقا أو كافرا أو مبتدعا و يتواضع له و لا يعاديه، مع أنه مبغوض عند اللََّه، فيكون مأمورا ببغضه، و الجمع بين الحب و التواضع و بين البغض جمع بين النقيضين؟ (أجبنا) عن (الأول) بأن حقيقة التواضع ألا يرى النفس لذاتها مزية واقعية و خيرية حقيقية على الغير، لا ألا يرى مزية لذاتها عليه في الصفات الظاهرة التي يجزم باتصاف نفسه بها و عدم اتصافه بها، كالعلم و العبادة و السخاوة و العدالة و الاجتناب عن الأموال المحرمة و غير ذلك، إذ العالم ببعض‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست