بإظهار الإنكار على من يقصر فيما يتوقعه، من التعظيم، و إبداء الدعوى، و المفاخرة و المباهاة، و تزكية النفس، و التشمير لغلبة الغير في العلم و العمل، و هذه الدرجة أقبح الدرجات و أشدها، إذ صاحبها قد رسخت في قلبه شجرة الكبر و ارتفعت أغصانها و فروعها، بحيث أحاطت على جميع جوارحه.
(الثانية) كالأولى، إلا في إظهاره على اللسان،
و هي دون الأولى، لكونها أقل أغصانا منها.
(الثالثة) ان يكون مستقرا في قلبه
بحيث رأى نفسه خيرا من غيره، إلا أنه يجتهد في التواضع، و يفعل فعل من يرى غيره خيرا من نفسه. و هذا و إن رسخت في قلبه شجرة الكبر، إلا أنه قطع أغصانها بالكلية، فإن كان مع ذلك منكرا على نفسه فيما رسخ فيها، و مغضبا عليها و متشمرا لإزالتها إلا أنه لم يقدر على دفعه بسرعة و سهولة، و تميل النفس إلى ما تشتهيه في بعض الأحيان بدون اختيار، و لكنه كان في مقام المجاهدة، فلعله لم يكن عليه كثير إثم، و مثله يوفقه اللََّه للوصول إلى ما يطلبه بمقتضى وعده.
فصل (علاج الكبر علما و عملا)
الكبر كالعجب في كيفية العلاج إجمالا و تفصيلا، إذ الكبر لما تظمن معنى العجب-أي استعظام النفس-و كان العجب منشأ له، فما ذكر لعلاج مطلق العجب هو العلاج لمطلق الكبر أيضا. و لكن ما به الكبر-أعني بواعثه-هي بواعث العجب بعينها، فما ذكر لعلاج العجب بالواعث المذكورة مشترك بينهما.
و من المعالجات المختصة بالكبر: أن يتذكر ما ورد في ذمه من الآيات