responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 389

العلوم لا يمكنه أن يدفع عن نفسه القطع بكونه عالما بها و كون فلان العامي غير عالم بها. لكن المزية الواقعية و الخيرية النفس الآمرية إنما هو بالتقرب إلى اللََّه و الوصول إلى السعادة الدائمية، و لا شك في أن ذلك لا يحصل بمجرد تعلم بعض العلوم و المواظبة على بعض العبادات أو غير ذلك من الصفات المحمودة، بل المناط فيه حسن الخاتمة، و هو أمر مبهم، إذ العواقب مطوية عن العباد، فيمكن أن يسلم الكافر و يختم له بالإيمان و يضل هذا العالم الورع و يختم له بالكفر، فعلى كل عبد إن رأى من هو شرا منه ظاهرا أن يقول:

لعل هذا ينجو و أهلك أنا، فلا يراه شرا من نفسه في الواقع خائفا من العاقبة و يقول: لعل بر هذا باطن، بأن يكون فيه خلق كريم بينه و بين اللََّه فيرحمه اللََّه و يتوب عليه و يختم له بأحسن الأعمال، و برّي ظاهر لا آمن أن تدخله الآفات فتحبطه. و بالجملة: ملاحظة الخاتمة و السابقة و العلم بأن الكمال في القرب من اللََّه و سعادة الآخرة دون ما يظهر في الدنيا من الأعمال الظاهرة- يوجب نفي الكبر و التواضع لكل أحد.

و عن (الثاني) أن الحب ينبغي أن يكون لأجل النسبة الشريفة المذكورة و التواضع لأجل ملاحظة الخاتمة، و بغضه و غضبه عليه لأجل ما ظهر منه من الكفر و الفسوق. و أي منافاة بين الغضب للََّه في صدور معصية من عبد، و بين عدم الكبر و الإذلال؟إذ الغضب إنما هو لله لا لنفسك، إذ أمرك بأن تغضب عند مشاهدة المنكر، و التواضع و عدم الكبر إنما هو بالنظر إلى نفسك، بأ لا ترى نفسك ناجيا و صاحبك هالكا في حال غضبك عليه لأمر اللََّه، بل يكون خوفك على نفسك مما علم اللََّه من خفايا ذنوبك أكثر من خوفك عليه مع الجهل بالخاتمة، فليس من ضرورة الغضب و البغض للََّه أن تتكبر على المغضوب عليه، و ترى قدرك فوق قدره.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست