و هذا في الشناعة قريب من التكبر على اللََّه، و إن كان دونه.
و قد يكون على العباد بأن يستعظم نفسه و يستصغرهم، و هذا و إن كان دون الأولين، إلا أنه من المهلكات العظيمة، من حيث إنه يؤدي إلى مخالفة اللََّه سبحانه، إذ صاحبه إذا سمع من عبد استنكف من قبوله و اشمأز بجحده، و من حيث إن العز و العظمة و العلى لا يليق إلا بالعلي الأعلى، فمهما تكبر العبد نازع اللََّه في صفة من صفاته، و لذا قال اللََّه سبحانه: «العظمة إزاري و الكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما تصمته» .
فصل (درجات الكبر)
للكبر درجات ثلاث:
(الأولى) أن يكون مستقرا في قلبه، يرى نفسه خيرا من غيره، و يظهره في أفعاله: بالرفع في المجالس، و التقدم على الأقران، و أن يصعر خده للناس كأنه معرض عنهم، و يعبس وجهه، و يقطب جبينه. و في أقواله: