responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 376

الفناء و الزوال، من الغضب و النهب و الحرق و الغرق، و غير ذلك من الآفات السماوية و الأرضية، و يتذكر أن في اليهود و الهند و من يزيد عليه في المال.

و أفّ لشرف يسبقه اليهود و الهند!و أف لشرف يأخذه السارق في لحظة فيعود صاحبه ذليلا مفلسا!!و يتذكر ما ورد في ذم المال و حقارة الأغنياء، و في فضيلة الفقر و شرافة الفقراء، و سبقهم إلى الجنة في القيامة، و ما ورد في عقوبة المعجب بالمال بخصوصه، كقوله-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «بينما رجل يتبختر في حلة له قد أعجبته نفسه، إذ أمر اللََّه الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة» [1] ، أشار به إلى عقوبة إعجابه بماله و نفسه و كيف يتصور المؤمن العاقل أن يعجب بالمال و يفرح به، مع كثرة حقوقه و عظم غوائله، و إيجابه المؤاخذة و طول المحاسبة في القيامة، و العقوبة و النكال إن كان حراما، و انحطاط المرتبة و الدرجة إن كان حلالا، بل ينبغي له ألا يخلو ساعة عن الخوف من تقصيره، في القيام بحقوقه، و أخذه من حله، و وضعه في حقه.

و أما (العجب بالقوة و شدة البطش) :

فعلاجه أن يتذكر ما سلط عليه من العلل و الأمراض، و أن حمى يوم تضعف قوته و يتحلل منها ما لا ينجبر في مدة، و أنه لو وجع عرق واحد من بدنه صار أعجز من كل عاجز و أذل من كل ذليل، و أنه لو سلبه الذباب شيئا لم يستنقذه منه. و أن بقة لو دخلت في أنفه أو نملة دخلت في أذنه لقتلته، و أن شوكة لو دخلت في رجله لأعجزته. ثم أقوى إنسان لا يكون أقوى من حمار أو جمل أو فيل أو بقر، و أي عجب و افتخار في صفة يسبقه البهائم فيها، هذا مع أن الغالب أن من يعجب بقوته يسلبها اللََّه تعالى عنه بأدنى آفة يسلطها عليه.


[1] هذا الحديث صححناه على ما في إحياء العلوم-3: 322-.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست