responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 375

بر مال و جمال خويشتن غرّه مشو # كآن را بشبى برند و اين را به تبي‌ [1]

و لو لم يرتفع بها، فهل يشك عاقل بزواله بذهاب الشباب و مجي‌ء الشيب و بالموت الذي لا بد أن تذوقه كل نفس؟فانظر إلى الوجوه الجميلة و الأبدان الناعمة، كيف تمزقت في التراب و انتنت في القبور، بحيث استقذرتها الطباع على أنه لو نظر نظر العقلاء في باطنه عند اتصافه بغاية جماله، لرأى من الفضائح ما يكدر عليه العجب و التعزز به، فإنه وكلت إليه‌ [2] الأقذار في جميع أجزائه: (البصاق) في فمه، (و المخاط) في أنفه، (و الوسخ) في أذنه، (و النتن) تحت إبطه، (و الصديد) تحت بشرته، (و الفضلات) في معدته، (و الرجيع) في أمعائه، (و الديدان) في أحشائه، (و البول) في مثانته، (و الصفراء) في مرارته، يتردد إلى الخلاء كل يوم مرتين، و يغسل الغائط كل يوم بيده مرتين، يخرج من باطنه ما لو رآه بعينه لاستقذره فضلا أن يمسه أو يشمه. و في أول أمره خلق من الأقذار الشنيعة الصور، من النطفة و دم الحيض، و خرج من مجاري الأقذار، أعني الصلب و الذكر و الرحم و الفرج. و لو ترك نفسه في حياته يوما لم يتعهده بالغسل و التنظيف، لثارت منه الأنتان و الأقذار، و صار أقذر و أنتن من الدواب المهملة. هذا أوله و وسطه، و سيموت فيصير جيفة أقذر من سائر الأقذار. فما للعاقل أن يعجب و يتعزز بهيئة حاصلة لبدن هذه حقيقته.

و أما (العجب بالمال) :

فهو عجب بأمر خارج عن ذات الإنسان، فهو أقبح أنواع العجب. و علاجه أن يتفكر في آفات المال، و كونه في معرض


[1] معنى البيت: (لا تغتر بمالك و جمالك، فإن ذاك يذهب بليلة و هذا بحمى واحدة) .

[2] و في النسخ: «و كل به» ، و رجحنا ما أثبتناه.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست