و الأصل الذي يوطأ بالأقدام أو تغسل منه الأجسام أي رفعة يكون لفرعه!
الثالث
-أن يعلم أن من يعجب بهم بالانتساب من أسلافه، إن كانوا من أهل الديانة و الخصال المرضية و الشرافة الحقيقية، فظاهر أنه ما كان من أخلاقهم العجب، بل الذلة و الإزراء على النفس و مذمتها و استعظام الخلق، فإن اقتدى بهم في أخلاقهم فلا يليق به العجب و التعزز، و إلا كان طاعنا في نسبه بلسان حاله. و إن لم يكونوا من أهل الديانة الواقعية و الشرافة العلمية و العملية بل كان لهم مجرد شوكة ظاهرية، كالسلاطين الظلمة و أعوانهم، فأف لمن يفتخر بهم و يعجب بنفسه لأجلهم!إذ الانتساب إلى الكلاب و الخنازير أحسن من الانتساب إليهم، كيف و أنهم ممقوتون عند اللََّه معذبون في النار، بحيث لو نظر إلى صورهم في النار و ما لحقهم فيها من النتن و القذارة، لاستنكف منهم و تبرأ من الانتساب إليهم، و لذلك قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «ليدعن قوم الفخر بآبائهم و قد صاروا فحما في جهنم، أو ليكونن أهون على اللََّه من الجعلان التي تدوف بآنافهم القذر»و روى، أنه افتخر رجلان عند موسى (ع) ، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عد تسعة، فأوحى اللََّه تعالى إلى موسى: «قل للذي افتخر، بل التسعة من أهل النار و أنت عاشرهم!» .
و أما (العجب بالجمال) :
فعلاجه أن يعلم أنه في معرض الزوال بالعلل و الآلام و الأمراض و الأسقام، و أي عاقل يعجب بشيء تزيله حمى يوم أو قرحة أو جدري!